العيش في الكتابة دراسة في نقد عبدالله عبدالجبار هذا ما أصدره الباحث الناقد حسين بافقيه في دراسة معمقة عن الرائد عبدالله عبدالجبار وهي دراسة جديرة بالاطلاع لما احتوت عليه من الدخول في اعماق الاديب والمفكر عبدالجبار. الكتاب صدر في أكثر من 500 صفحة حيث جاء في تقديمه بهذه الدراسة الشاملة ما خطه في المقدمة حيث يقول: ليتني ما عرفت عبدالجبار! ما احسست انني ادفع نفسي الى الكتابة دفعاً كإحساسي الآن، وما شعرت بمعنى الهباء والفراغ شعوري هذه اللحظة، ولقد كنت كلما تقدمت بي السن، ازداد ايماناً بالثقافة التي تهذب السلوك، وتكون سبيلنا الى البناء، بهذا امنت، وعلى هذا سرت، وباخرة ادركت ان النقد ايا يكن، هو العيار الذي نقيس به تطورنا، ولكنه ذلك النقد الذي لا يذعن للاهواء، ويلفي غذاءه، ونماء في العلم والمعرفة. وليكن هذا النقد قاسياً، موجعاً، شريطة ان لا يتخلى عن "الضمير"، هذه الكلمة الممعنة في خفائها امعانها في ظهورها وتجليها. وهل بامكان ثقافة ان تحيا من دون ضمير؟ اني احسب ان مقدار اي ثقافة في الكون، قديمة كانت او حديثة، انما يستعلي بها انطوى عليه روحها من "ضمير" وما اشتملت عليه من ترق في الاخلاق، وتهذيب للانسان، حتى تصل به الى درجة المرؤة والانسانية الفاضلة، وان لم يكن كذلك، وان لم يسع المثقف الى هذه الدرجة الرفيعة من "المروءة" والانسانية الفاضلة، فما اغنت عنه ثقافته من الحق شيئاً، ولامر ما سكت اللغة العربية مفردتين في معناهما، هما "الادب" وكلتا الكلمتين تمت بصلة الى التهذيب والخلق، وكأنما الآداب العربية تؤمئ الى ذلك الاصل الاصيل المخبوء فيها. لم اعرف اسم عبدالله عبدالجبار على مقاعد الدرس في الجامعة، ولم يفه استاذ من اساتذتنا باسمه عرضاً، وانما وقفت على اسمه بعيداً من كل اولئك، وكان اول ما شدني اليه بعد ما تبينه وتبين كوكبة من "الرواد" الذين صمت بعضهم حين ادركتهم، ورضي اخرون ان يكونوا زينة للمجالس، وكأنهم يومئون الى تلك الثقافة التي كابدوا من اجلها، قبل عقود طويلة من الزمن. اما اختلاف عبدالجبار عن ذلك الجيل من الرواد، لقد انست ذلك في النظرية النقدية التي اصطنعها، وذاعت في تلك الحقبة من الزمانن اعني عشرة السبعين من القرن الهجري المنصرم -عشر الخمسين من القرن الميلادي العشرين - فكان حقيقاً ان نعد عبدالجبار واحداً من صناع النقد العربي، وان بخسه النقاد والدارسون العرب، فسكتوا عن اسمه حين نوهوا من قدر نقاد اخرين، ينزلون عنه درجات فادركت من فوري انني، حين عرفت هذا الناقد الكبير، عرفت الدرب الذي سأسير عليه وقد كنتن في ذلك الوقت، حائرا قلقاً، مأخوذا بوهج المناهج النقدية الحديثة، مما هو ذائع في زماننا. وحين نشرت مقالاتي "النقد المحلي" عام 1413ه في صحيفة الرياض، انشأت في اولها ادرس محمد حسن عواد وعبدالله عبدالجبار، ثم انشأت اجول في حقب النقد في المملكة العربية السعودية، حتى ذلك الحين، ولم يكن ليدور في خلدي ان تلك المقالة ستكون طريقي الى ما اسميته، بعد ذلك "دنيا عبدالجبار" وان تلك المقالة الموجزة ستؤدي بي الى ادامة النظر في نقد عبدالجبار وادبه وفكرهن وستكون سبيلي الى الوقوف ملياً على تخوم حقبة ندعو صناعها "جيل الرواد" فجعلت اتتبع في رحلة مضنية، كل الكتب التي انشأها ذلك الجيل من الرواد، وكل الفصول التي اذاعوها في الصحف والمجلات في ضرب من المعاناة لا يقدره حتى قدره الا من قطع دربا قطعته ومنا انفقته، فارتبط اسمى بذلك الجيل وادركت حينئذ انني وجدت طريقي. والذي يمليه الانصاف والمروءة ان اذكر ان تلك المقالة الاولى، كان مقدرا لها ان تكون حلقة لا اعدوها، وما كنت لاظن انها ستجد من العناية والتشجيع ما وجدته، وذلك انني فوجئت بابي الشيماء، محمد سعيد طيب، يلح في السؤال عني، ولم اكن قد عرفته حينئذ، وما ان رآني في النادي الادبي بجدة، حتى هش للقائي، واطنب في الثناء علي، وضرب في موعداً للقائه في مكتبه بشركة تهامة، واخذ، بلهجته المكية المحببة، يثني على مقالتي في عبدالله عبدالجبار، ويزين لي ان اخص عبدالجبار بكتاب كامل عنه، وحين ابت الى بيتي ممتلئا فرحاً، ولي ان اتيه بهذه الصلة الكريمة التي وصلتني باسم كبير كمحمد سعيد طيب. وكان ابو الشيماء قد اخذ يعد العدة لاجتماعي بالاستاذ عبدالله عبدالجبار، وفي دارته بجة، وكنت امني النفس بأن التقي ذلك الرائد، الكبير، وتشاء الأقدار ان اقف قبالة عبدالجبار كفاحاً، في مكتبة تهامة، بمركز الجمجوم، ودهش ذلك الشيخ وهو يرى شاباً يحملق اليه، ويديم النظر فيه ونحن نصطف تجاه البائع، واذا بي ادفع عني الخجل واقول: "الاستاذ عبدالله عبدالجبار؟" فنظر الي وقال: بلهجة حنون: "نعم انا عبدالله عبدالجبار"، فاحتضنته وقلت له" "انا حسين بافقيه" فاذا به يقول "الله! فينك يا حسين؟ انا ادور عليك من زمان؟، وضرب لي موعدا للقائه بدارته في حي الامير فواز بجدة، وبدأت من حينها رحلتي مع الاستاذ عبدالجبار. في الطريق الموصلة الى منزل عبدالله عبدالجبار، كنت في كون جديد، واعد عقلي وقلبي ووجداني للقاء رجل جليل، بل للقاء حقبة من الزمن، كنت قد شرعت حينذاك في تهجي رموزها، وتأمل مفرداتها، وانتظر تلك اللحظة التي اجلس فيها في حضرة هذا الاستاذ الكبير، حين توغلت سيارتي في "حي الامير فواز" كنت ارنو الى البيوت المتشابهة، وادقق النظر في الارقام التي تفصل ما بين بيت وبيت، فكل البيوت هناك سواء، ورويداً رويداً وقفت ازاء بيت "الاستاذ" واذا قيل "الأستاذ" في حضرة اصفيائه، فلا ينصرف ذهنك الى سوى الاستاذ عبدالله عبدالجبار. ومنذ تقع عينك على انهاء المنزل، تدهشك تلك الكتب التي نستقبلك عند ردهته، وفي مجلس الاستاذ الذي يقع على شمال الداخل الى المنزل، يشد انتباهك اثاث يسير، ولكنه انيق، وتحس انك في مجلس مثقف، بل مثقف كبير، وما ان تطل على المجلس حتى تسمع تلك العبارة التحريبية الفرحة الحنون التي يستقبلك بها الاستاذ، وعرفت بعد حين، ان تلك العبارة كانت مما يخصني به الاستاذ كلما قصدت منزله. وكان الاستاذ يؤثرني بالمقعد المجاور لمقعده، وحين اخذ موقعي من مجلسه كنت اتأمل الكوكبة الفريدة من اصفيائه، تلك الكوكبة التي عرف نفر منهم الاستاذ منذ سنوات الصبا والشباب، ومعظمهم من اصدقائه وتلاميذه، او ابناء اصدقائه، ابرزهم الشاعر محمد سعيد بابصيل، والاستاذ بكر بابصيل، والدكتور اسامة ابراهيم فلالي، والدكتور احمد عبدالجبار، والاستاذ محمد احمد العربي، والاخ عبدالعزيز الاستاذ محمد حسن حافظ، هذا الصديق الذي يعرف من ذات عبدالجبار ما لا يعرفه كثير من الناس، وكان له بمنزلة الابن البار بابيه، وكان لي بمنزلة الاخ المحب لاخيه. وكان هؤلاء "الاصفيا" ممن عرفت في مجلس الاستاذ لا يكادون يتحدثون في مجلسه الا همساء، ويجللهم الوقار، وتحف بهم السكينةن وهم يصيخون الى استاذهم ومعلمهم وموجههم، وكان الرجل آية في التواضع، وكان مثالاً للنزاهة، وكان اولئك "الاصفياء" مبرئين من الهوى والغرض وكانت صحبتهم للاستاذ خالصة من الغايات، ولم يكن الاستاذ على تشوفي لمعرفة جوانب من حياته في مصر - ليتحدث في سوى الثقافة وناعلامها ومشكلاتها، وكنت اعجب لهذا الشيخ الجليل كيف يتتبع كل ما ينشر في الصحافة من اخبار وفصول، ثم لا يكتفي بذلك، ولكنه مواظب اشد ما تكون المواظبة على الجديد من الكتب والمجلات، يقرأ قراءة عالم، ويعلم على ما يقرأه علامات، واذكر انه كان لا يستسلم لما يقرأ، ولا يقبل من المؤلفين ما يسوقونه بين يدي مؤلفاتهم على علاته، ولكنه باحث محقق مدقق، ولطالما حدثني عما بين "التفكيكية" و"التشريحية" و"التقويضية" من فروق ترجمة للمصطلح الاجنبي (Deconstruction) وانه يؤثر على كل هذه الترجمات مصطلح النقيضة وانه لا يجد وجها لترجمة الدكتور عبدالله الغذامي، ذلك المصطلح ب"التشريحية" اما اللغة والنحو والمعجمات فكان عظيم الاطلاع عليهان ذا بصر باختلاف اساليب، وليس في ذلك غرابة او عجب، فالاستاذ عبدالله الجبار فزعمي قديم، حينما كان المرء يفخر باختلافه الى دار العلوم. وكنت ألتقي الاستاذ عبدالله عبدالجبار في منزله مرة كل اسبوع، وفي بعض الاحايين مرتين، وكنت كلما زرته اعرف ذلك السر الذي يشبع من روحه فيؤثر فيمن حوله ففي حياة عبدالجبار وفكره اجتمعت النظرية والتطبيق، فالرجل مؤمن اشد ما يكون الايمان بالفكر الذي اخذ به، ولا نجد وانت تصيخ اليه فيصلا بين ما ينثره في كتبه ومقالاته وما كانت عليه حياته ويعجبك فيه، وهو الناقد الواقعي انه لم يعن للعقائدية، وكان بحق مفكرا حرا، ويجد قارئه شاهد ذلك في كتابه الذائع الصيت التيارات الادبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية (1379 ه - 1959م) فهو لا يخفي انتماءه الى النقد الواقعي، ونجده يعلي شأن القومية العربية ولكنك تحس كذلك انك ازاء عقل نقدي حر وتدرك ان عبدالجبار مهمنا يكن واقعيا ومهمنا يلح في الاشادة الواقعية ما انفك في اعماقه ذلك الناقد والاديب الرومنطقي فعقله مع الواقعية ينثريتها، وقلة مع الرومنطقية بشعريتها. وهو ناقد دؤوب مواطب على الاطلاع والمعرفة عالم بالتيارات النقدية والادبية في العالم، ترفده لغة انجليزية متينة، ذلك له الوقوف على جديد النقد والفلسفة ومن ماركس وانغلز وماوتسي تونغ الى جورج لوكاتش، هذا الاخير الذي عرفه النقد العربي "الحداثي" باخره، بعد ان عرف عبدالجبار كتابه المشهور الؤواية التاريخية منذ عقود طويلة من الزمان. واظهر صفات عبدالله عبالجبار الخلقية والنفسية انه رجل ذو مروءة فمجلسه مجلس ادب وفكر يحتل فيه الاستاذ صدر المجلس، بهيئته البسيطة، ولا مكان في حضرته للغيبة والنميمة ولا موضع في مجلسه للقيل والقال، ولم اسمع ذلك الرجل الكبير ذكر امرءا بسوء، او نبز احدا بلقب، وكان يطوي اضلعه على حزن عميق لا يفصح عنه فهو ضنين باسراره ولايبوح بها لاحد ودع عنك ما يشيعه عنه من لم يعرفوا الرجل حق المعرفة ومن عجب انه يلذ لبعض القوم ان يحوك عن ذلك المفكرب الكبير طائفة من الحكايات تعد ضربا من التخريف والتجديف، مما لا يسوغ ذكره ولانني اعرف الاستاذ عبدالجبار من كثب سرعان ما اكتشفت تلك الاكاديب التي يتاجر بها من لا قضية له، اما ايمانهم برسالته، واما ما جبل عليه من حسن الخلق والتواضع مما نجد كفاء له فيسير الفلاسفة والمفكرين فان اولئك لا يأبهون له، ولو اتيح لبعضهم ان يرافق عبدالجبار هذا المفكر الحر، في الصدر الاول من شبابه، لسعى في اذيته وروج حوله الاكاذيب. لم يكن جلوسي الى ذلك المفكر الحر ضربا من التسلية ولم يكن اختلافي اليه تزجية لوقت كان بالاكان انفاقه في قهوة او مجلس غيبة ونميمة، ولكنني كنت اعد مخالطتي له رياضة للفكر الرقاين وللخلق العظيم، وعلم الله لقد وجدت في نفسي رغبة في الخروج على كثير مما كنت الفه، من قبل، وكنت فيصلتي المباركة به لكالمؤمن الذي يجد في الايمان حلوة وقوة على احتمال الطريق، وعرفت المروءة في ذراها، والايثار والرجولة تلك التي وصفها رفيق دربه حمزة شحاته ب"الخلق الفاضل". وعبدالجبار الذي عرفته كان مثالا للانسان الفاضل، لا الانسان الكامل، وهناك فرق كبير بين كليهما فالكمال صفة لا يحتملها الا النبياء والا الرسل، والفضل صفة عز على الناس اكتسابها، وتفاوتت فيها حظوظهم، فمنهم من اخذ منها بطرف ومنهم من حاول بلوغ درجتها الرفيعة، ومنهم من نزل عن درجة الفضل، ولم يتحل من الانسانية الا باسمها ردا وما اكثرهم! اما الانسان الفاضل، وقد كان عبدالجبار في الصميم، فضلا وانسانية، فيؤمن بالانسانية في ذراها، ويجد في طلابها وهو ان اخطأ فعلى ان كل بني آدم خطأ، بيد انه لا يستكين الى خطئه، ولا يتعصب له، ولكنه يكابد من اجل الوصول اليها حتى يبلغ مراقبها الوعرة ولذلك وجد عبدالجبار ان خير السبل التي ينبغي له ارتيادها، ان يكون معلما وكفى، ولقد كان معلما وموجها ومصلحا في كل اطوار حياته، كان معلما يوم اثر التعليم في كل حرفة، وكان معلما حين نصح لطلابهن وهم يتحلقون حوله، وكان معلما وهو يذيع في الناس صوب عقله مقالة، وادبا ونقدا وفكرا. والانسانية الفاضلة جماع سيرته التي كانت قمينة بالتدوين، والاقتداء بها، فعساها ان تكون درساً رفيعا في معرفة "الانسان الفاضل"، بعيداً من تقديس الدنيوي، وتأليه البشري، مما ابتليت به ثقافتنا، وبعيداً مما اخذ عبدالجبار في جهاده الفكري الطويل، في نقضه وهدمه فعبقرية عبدالجبار انه ذو عقل نقدي لا عقل خرافي، وما ابعد ما بين العقلين: فالعقل النقدي قلق، مستبسل، والعقل الخرافي مستكين، مستسلم، واغلب الظن ان جوهر ما سيمكث من عبدالله عبدالجبارن انما هو ذلك "العقل النقدي" الذي افنى عمره في تكوينهن وذاق من اجله مرارة الغربة عن الاهل والوطن، دون ان يعدل عن جوهر ما امن به، ودون ان يتعصب لرأي او نحلة وكان كما قرأته وعرفته ذلك المفكر الحر الذي ننتظره، وذلك المعلم الكبير الذي لا يرجو لتلاميذه - وما اكثرهم - ان يتخلوا عن العقل والحرية والاصلاح. ولا يظنن احدا ان عبدالجبار، في واقعيتهن قد صرف همه الى اقتناص الاضداد في الادب والسياسة والاجتماع، وان ذلك مجاف لما تدعو اليه الانسانية الفاضلة، واغلب الظن ان الغاية التي يرمي اليها المفكرون والفلاسفة والادباء في جهادهم هي بلوغ تلك "المدينة الفاضلة" ولولا ذلك ما تقلبت الانسانية في شعباها يمنة ويسرة، وما تشعبت مناحي القول وعبدالجبار واحد من اولئك المثقفين الذين يحملون بيوم واحد من "المدينة الفاضلة" ودع عنك سطوة تقرأها في كتابه، وبأسا يندفع في اثناء سطوره، فكل ذلك ذريعة الى بلوغ تلك السدرة، يحمل على المخالفين ويرنو الى مدينته الفاضلة". لكل ذلك اقول: ليتني ما عرفت عبدالجبار! لقد جعلت ايها الشيخ الجليل الحياة شاقة علي، ولقد كلفت من عرفك معرفتي بك، من امره شططا، وكنت المثل الاعلى اباء شموخاً وانفة ومروءة، فما كنتن ايها الاستاذ الجليل، غادرا ولم تستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير، واعجب لك كيف احتملت طول الطريق، وبعد المسافة نقيا، حين ردع في الوحل الطغام، وشامخا حين رتع باسمك الصغار وكنت في كل اطوار حياتك ذا مروءة، وما تنكبت عن طريقها، وما لنت، وما خرت، وما خنت. فبالله قل لي: كيف - بعد ذلك - نرقى الى ذراك، ولم نستعد، بعد، للدرب الوعر، ولم نتهيأ للمنهج العسر؟! أما بعد فهذا كتاب اودعته صوب عقلي وثمرة اجتهادي، وانفقت في صوغه وتأليفه اجمل سنوات العمر، وكان رجائي ان أتعلم وأفهم، وان اجلو شيئاً من حياة عبدالله عبدالجبار ونقده، ما وسعني الحول والجهد، واخترت "العيش في الكتابة" عنوانا له قاصدا به بعض ما عناه ادورنو، حين جعل الكتابة وطناً يعيش فيه الغريب والمنفي، ولقد عاش عبدالجبار زهرة العمر نائياً عن وطنه، فعاش في الكتابة واتخذها وطناً. واسأل الله العلي القدير ان اكون قد احسنت التهدي الى مقاصد عبدالله عبدالجبار وان يجنبني اللغو والخطل وان ينفع به. حسين محمد بافقيه جدًة - ضاحية أبحر الشمالية 12 من شهر شعبان سنة 1435ه