هطلت البارحة الأولى امطار متفرقة على منطقة جازان تبعتها عاصفة رعدية وهبوب رياح شديدة شملت معظم محافظات ومراكز منطقة جازان والمرتفعات الجبلية. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان بالانابة الملازم رعد الرياني ان مركز القيادة والسيطرة تبلغ عن تسبب صاعقة رعدية في إحراق منزل من القش ومجموعة من الاعلاف الناشفة. كما انه استقبل بلاغات عن احتجاز عدد من المركبات في الأودية تم التعامل معها من قبل فرق الانقاذ ولم يكن هناك اي اصابات، لافتا الى ان الامطار تسببت في بعض الاضرار في ثلاثة منازل في المقارية وغرب صامطة وتم الانتقال للموقع والتنسيق مع صهاريج الصرف الصحي لشفط مياه الامطار. واضاف أن غزارة الامطار في العارضة تسببت في تساقط صخور وانقطاع طريق على احدى القرى وتم التنسيق مع البلدية لردم الطريق وفتحه. وشدد الملازم رياني على الالتزام بتحذيرات الدفاع المدني وعدم المجازفة بالأرواح مهيبا بتوخي الحيطة والحذر. من جهة أخرى كادت سيول أمس أن تفسد فرحة العيد لأهالي محافظة ضمد بمنطقة جازان عندما اجتاحت السيول العارمة والمنقولة الطريق الجديد الذي ينفذ بين الشقيري ومحافظة ضمد نتيجة الامطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة عبر وادي ضمد وتعد هذه الحادثة الثانية التي تدخل فيها المواطنون لتغيير وجهة السيل بصعوبة وتصريف المياه. وأوضح احمد علي حمود أن محافظة ضمد بعد تنفيذ الطريق اصبحت في مرمى السيول بعد ازالة العقوم وفتح هذا الطرق من هذا الموقع ولايزال أبناؤها يخشون من جريان السيول في أية لحظة وزادت هذه المخاوف عندما بدأت إدارة الطرق بجازان بإزالة العقوم الترابية المعمرة التي تحمي القرى من السيول. وأضاف أن تنفيذ طريق يصل بين الشقيري وضمد في مستوى أقل من ارتفاع العقوم وأقل من منسوب السيول أدى الى تدفق السيول الى القرى. من ناحية اخرى اوضح كل من خالد طماح الحازمي وأحمد عريشي بأن ضمد مهددة بالسيول بسبب إزالة العقوم الترابية القديمة. وقال عبده عامري من سكان ضمد إن المدينة مهددة بالسيول وأتوقع وقوع حوادث غرق وخسائر اقتصادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الشريان الجديد الذي تنفذه إدارة طرق جازان وسط الحقول الزراعية وعبر وادي ضمد بمستوى أقل من العقوم التي تمت إزالتها بالإضافة إلى عدم تنفيذ عبارات كافية لتصريف مياه السيول. وأضاف العامري إنه لا داعي لتنفيذ هذا الطريق في منتصف وادي ضمد الأمر الذي جعل المحافظة مهددة في كل وقت مطالبا الجهات المعنية بأخذ كافة التدابير لعلاج هذا الخطر. وقال عدد من المواطنين إن المشكلة تكمن في سوء التخطيط من قبل إدارة الطرق والتي تجاهلت خطورة سيول وادي ضمد العارمة وحملوا المسؤولية كل من تسبب في ذلك. وأضاف انه لولا جهود في آخر لحظة أمس وتحويل السيول عن المحافظة لغرقت بعض المنازل. وقال أحمد حبيبي «هددت السيول المحافظة اكثر من مرة من الجهة الشرقية بعد ما تمت إزالة العقوم من أجل تنفيذ الطريق في وسط المزارع الذي اعترض مياه السيول وحول المياه الى المحافظة والخطر قائم بنسبة مائة في المائة». وذكر حسن رفاعي الحازمي بالرغم من خطورة المشروع على ضمد لاتزال إدارة الطرق تنفذه دون أدني اعتبار لخطورته على الأهالي وكان خير شاهد على خطورته سيل أمس الأخير الذي طفح من على الخط إلى الجهة المقابلة لينذر بحدوث كارثة كبيرة على السكان وكان الأولى تجهيز الخطين المنفذين الواصلين بين ضمد والشقيري بعيدا عن مجاري السيول. من جهة أخرى عزلت السيول الجارفة التي شهدتها منطقة جازان قرى مشلحة والهيجة والوجيه وطناطن والغريف والسبتاء والأصناع والقحمة والمبروق والفشعة والردمة والقنبرة والمقبص والمنتزه. ورصدت «عكاظ» خلال جولة على عدد من القرى الأضرار التي الناجمة عن تلك السيول والتي غمرت ثلاثة منازل في قرية الهيجة متسببة في أضرار مادية، حيث أدت إلى تعطيل الأجهزة الكهربائية وتضرر منها الفرش، بالإضافة إلى تشقق المباني، فيما باشرت فرقة من بلدية صبيا في شفط المياه. وقال مطاعن النجعي أحد أصحاب المنازل المتضررة إن المياه داهمت منزله والمنازل المجاورة له متسببة في أضرار مادية، مشيراً إلى أن السبب هو انكسار السد الترابي الواقع في شرق القرية والذي يحميها من دخول الوادي إليها، مؤكداً بأن بلدية صبيا قامت بشفط المياه. من جانبه قال إبراهيم غالب النجعي إن السيول تسببت في غرق بعض السيارات في بطون الأودية وجرف الكثير من المزارع والممتلكات الخاصة وسببت حالة هلع للمواطنين وعزل قرى عن بعضها وتعطل وصول إسعاف المرضى إلى المستشفيات. من جهته أوضح مدير الدفاع المدني السابق اللواء حسن بن علي القفيلي في إحدى جولاته على عقوم المحافظة أن ضمد لاتزال تواجه خطر السيول من الجهة الشرقية ولا بد من تنفيذ مشاريع سدود الحماية. من جهته أوضح الخبير الزراعي حسن محمد أن محافظة ضمد أصبحت في مواجهة السيول إذا تم تنفيذ هذا الخط على هذا المستوى من الارتفاع وعدم تنفيذ عبارات كافية تواجه تدفقات سيول ضمد ولهذا مازالت المناشدات من الأهالي قائمة مطالبين بالوقوف على مكامن الخطر في تنفيذ الطرق في بطون الأودية واحتياج المحافظة لتنفيذ الكباري للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين والمقيمين من مخاطر السيول.