ضربت السيول المنقولة صباح أمس عشرات القرى في محافظتي ضمد وصبيا بجازان، واحتجزت عددا كبيرا من السيارات، وتسببت في انقطاع الكهرباء عن عدد من المنازل، وذلك بعد أن شهدت المنطقة على مدى اليومين الماضيين أمطارا غزيرة. وبحسب بيان الدفاع المدني بجازان، فقد أدى جريان سيل من شرق مركز الشقيري بمحافظة ضمد في اتجاه الشمال في تغيير مجراه الطبيعي بسبب العقوم الترابية التي أنشأها المزارعون، حيث اتجه شمالا إلى قرى جريبة ومنتوفة والزرقاء على طريق الشقيري ضمد. وعمل الدفاع المدني أمس على فتح العقوم بمساعدة شيولات بعض المواطنين، حيث جرى عمل شق في الإسفلت وتحويل السيل إلى المزارع. أوضح ذلك ل"الوطن" الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان بالإنابة الملازم مصلح بن أحمد الغامدي، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي خسائر بشرية ولا مادية، مبيناً أن السيول منقولة من المرتفعات الشرقية. وشهدت محافظة ضمد والقرى التابعة لها أمس سيولا جارفة نتيجة الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة حيث تسببت السيول الجارفة في هدم بعض المنازل وطمر العديد من السيارات وكذلك عزل بعض القرى واحتجاز العديد من الأهالي في منازلهم. وأنقذت معدات الدفاع المدني محافظة ضمد والقرى التابعة لها من غرق محقق بعد الجهود الكبيرة التي قام بها أفراد الدفاع المدني في عملهم لسدود مؤقتة، وإزالتهم لبعض العقوم الترابية التي غيرت مجرى السيول إلى خارج المحافظة، وكذلك إنقاذ بعض المنازل التي هددتها السيول، وذلك بوضعهم لعدد من الحواجز الرملية أمام المداخل لكي لا يستمر إنسياب المياه داخل المنازل والتي حدت كثيرا من وقوع كارثة إنسانية. كما كشفت السيول الجارفة عن المخططات العشوائية لطريق ضمد الشقيري التي لم يراع فيها وضع كباري أو عبارات تحد من عزل تلك القرى عن المحافظات الأخرى بحكم وقوع الطريق في مجرى السيول، وأظهرت قوة السيول عجز المشاريع التي أقامتها البلدية لدرء أخطار السيول، والتي أوهمت المواطنين بأن تلك المخططات العشوائية مخططات آمنة بعيدة عن مخاطر السيول دون أن تحذر من البناء في تلك المخططات. وقال المواطن إبراهيم بن إدريس مهدي، أحد سكان المحافظة الذين تهدمت منازلهم، إنه لم يكن يتوقع حدوث هذه الكارثة وخصوصا بعد مشروع البلدية لدرء السيول، والذي أوهمنا كثيرا بأننا بعيدون كل البعد عن الخطر، مضيفاً أنه وأفراد أسرته لم يتلقوا أي تحذير من البلدية بالبناء في موقعهم الذي داهمته السيول. وأشار إلى أهمية محاسبة جميع المسؤولين عن مشروع درء السيول. وقال يوسف إدريس، أحد الذين هدمت منازلهم وطمرت السيول سياراتهم: بداية سمعت صوتا ما، لا أدري أين مصدره ولكن حينما رأيت جدار منزلي يسقط علمت حينها أن كارثة حلت بنا، وبعد مشاهدتي للسيول، وهي تداهمنا هرعت لإنقاذ أفراد أسرتي. وأشار إدريس إلى حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت به وبأفراد أسرته والتي أتلفت كل شيء بالنسبة لهم. وقال عيسى بن يحيى عاتي، أحد سكان قرية الزرقاء الذين داهمت السيول منازلهم: عشت حالة من القلق والرعب وكذلك حالة من البكاء المتواصل للأطفال، ونحن نشاهد السيول تحاصرنا بل وتدخل منزلنا. ويضيف عاتي أنه لم يتذكر حينها شيئا سوى ما شاهده في حادثة قويزة جدة، والتي تكررت مرة أخرى معهم على حد قوله. إلى ذلك، أكد هادي بن أحمد عاتي سوء المخططات العشوائية من حيث الطرق والنقل وعدم مراعاتهم وضع الكباري والعبارات بالنسبة للطريق الرابط بين محافظة ضمد وقرية الشقيري، ما تسبب في عزل العديد من القرى عن بقية المحافظات. وفي محافظة صبيا، أدى جريان وادي صبيا الذي كان بغزارة كبيرة إلى التعامل معه من قبل أفراد الدفاع المدني بإزالة العديد من العقوم الترابية وجعله يسير في مجراه الطبيعي.