الجندي الذي التقطت صورته عدسة المصور الصحفي فايز الزيادي وهو يرش المياه على الحجاج وتم تكريمه من قبل أمير الحج مشعل بن عبدالله، ليس إلا واحدا من عشرات الآلاف من جنودنا الذين حملوا شرف خدمة ضيوف الرحمن ! ما قام به هذا الجندي النبيل، يقوم به هو وعشرات الآلاف كل لحظة في المشاعر المقدسة، فعملهم الدؤوب لا يختصر في لحظة زمنية التقطتها عدسة مصور نابه ولا ديباجة نثرية نثرتها مقالة كاتب، بل هو عمل متواصل، يكلل بكل صفات الفخر والاعتزاز لوطن ظل في خدمة الحجيج عاما بعد عام يسخر كل طاقاته البشرية و المادية لخدمة ضيوفه دون مقابل غير ابتغاء مرضاة الله في الوفاء بمقام البيت العتيق ! عندما أشاهد الجهود التي يبذلها العاملون في الحج في مختلف القطاعات الأمنية والتنظيمية والصحية و الخدمية منذ لحظة نزول الحاج من طائرته و حتى صعوده إليها، لا يغمرني شعور بالفخر بأبناء وطني وحسب، بل و شعور بالغبطة على أن يسر الله لهم أن ينالوا هذا الشرف الكبير والأجر العظيم ! إنها بالنسبة للحاج خدمات عابرة يتلقاها لمرة واحدة في العمر، لكنها بالنسبة لرجالنا ونسائنا الذين شرفهم الله بهذا الواجب عمل مستمر و يتكرر كل عام ، إنهم مصدر فخر واعتزاز هذه الأمة وعنوان ما تبذله من عطاء في خدمة ضيوف الرحمن !