مزيج من الفرح بالقدوم إلى المملكة لأداء فريضة الحج، ومن القلق على مستقبل الوطن، هذا هو حال الحجاج اليمنيين الذين التقينا عددا منهم في منفذ الطوال وتحدثوا ل(عكاظ) عن رحلة العمر وكيف تمكنوا من توفير تكلفتها، فمنهم من باع أرضه ومنهم من قام أولاده بتوفير المبلغ، ومنهم من أجل أبناؤهم زواجهم من أجلهم. في إحدى الزوايا كان الحاج علي عبده محمد يجلس وهو شارد بتفكيره بعيدا، وقد اختلطت لديه مشاعر الفرح والهم، وقد تحدث ل(عكاظ) قائلا: «الله يحفظ بلادكم من كل سوء، فأنتم حماة الدين والمقدسات الإسلامية». وعن رحلة العمر وكيف جاء الى المملكة لأداء فريضة الحج قال بعد تنهيدة كبيرة «يا ولدي أنا أديت الفريضة قبل أكثر من 25 عاما واليوم بتوفيق من الله تمكنت من المجيء ثانية بعد أن مكثت قرابة خمس سنوات أجمع المال اللازم لهذه الرحلة، وفوق هذا بعت قطعة أرض لأكمل المبلغ». بدوره قال الحاج سعيد عبدالله - 60 عاما - «قام أبنائي، الله يحفظهم، بجمع مبلغ من المال وقالوا لي هذه معونة منا لك لتذهب لأداء فريضة الحج، وعندما سألتهم كيف جمعتم هذا المبلغ، قالوا: (قررنا عمل جمعية شهرية منذ سنتين وأردناها مفاجأة لك لتذهب للحج)، عندها فاضت عيناي بالدموع ودعوت لهم بالتوفيق». أما الحاج سالم علي قايد الذي جاء برفقة زوجته فيقول: «كانت زوجتي تتاجر في عدة أشياء وتتنقل من بيت الى آخر لتبيع ما معها من صنع يديها لتوفر المال، وأنا كنت أعمل في محلات تجارية بمبلغ لا بأس به، وبعون الله ثم بمساعدة الأولاد والبنات وفاعلي الخير والجيران تمكنا من توفير المبلغ المطلوب، ولن ننسى كل من ساعدنا من الدعاء لهم». وأضاف: «لا تنسوا الدعاء لليمن بأن يخرجه الله من هذه الأزمة بسلام». وعلى مقربة منا وقف الحاج عبده هاشم وقد بدا سعيدا والفرحة تملأ وجهه، بادرته بالسؤال كيف استطعت يا والد المجيء للحج، فأجاب: «ولدي أحمد يعمل هنا في السعودية وقد تكفل بتكاليف الحج وأرسل لي مبلغا من المال والبقية عندما أقابله، حيث يعمل هنا في مكةالمكرمة، وولدي الذي كان سيتزوج باليمن هذه السنة أجل زواجه للعام المقبل ليقدم لي ما جمعه من مال».