أتوا من كل بقاع الأرض لأداء فريضة الحج والتقرب إلى الله بالدعاء والابتهال راجين ثوبه ومغفرته، أدوا شعائرهم الدينية، وتفرغوا بعدها إلى الاستثمار والتجارة طامعين في بركة البيع والشراء في أرض الحرمين. حجاج من جميع الدول الإسلامية امتهنوا البيع والشراء في أرض المشاعر المقدسة على أن يستردوا قيمة ما باعوه حتى يتمكنوا من أداء الفريضة. تقول إحدى الحاجات الحمد لله الذي أنعم عليّ بأداء فريضة الحج التي كانت هي الحلم الوحيد لي، وعندما بعت أغنامي التي كانت مصدر رزقي قررت قبل سفري أن أخصص بعض المال منها لأشتري مجموعة من الثياب الرجالية المغربية والأرواب المغربية النسائية وبيعها خلال وجودي في أرض الحرمين بعد أداء فريضة الحج، وعن سبب البيع قالت في بلاد الحرمين بركة فالرزق يتضاعف وأتمنى أن استرد جزءا من قيمة أغنامي. أما الحاج حسن علي من اليمن والذي امتهن بيع السبح والخواتم فقال: جمعت تكاليف الحج عن طريق بيع عدد من «الحمير» على مهربين وكسبت من خلال بيعها مبلغا يكفيني لأداء فريضة الحج وبعد قدومي إلى مكة اشتريت مجموعة من السبح والخواتم لبيعها على الحجاج في منى خلال أيام التشريق. وأضاف: عليّ دين لأحد أبناء عمومتي واستسمحته للحج بعد أن رهنت خنجري لديه حتى أعود من الحج وأسدد له ولذلك أريد العودة ومعي جزء من المال لأسدد ديني واسترد الخنجر. أما الحاج زوبيرمن إحدى الدول الإفريقية فلم يجد سوى اقتراض مبلغ مالي من أحد جيرانه على أن يعيده له بعد الحج. وقد قرر بيع الملابس الرجالية على الحجاج في منى طمعا في توفير مبلغ المال الذي استدانه لأداء الفريضة. ويحلم زوبير بأنه يوفقه الله بفتح مشروع صغير بعد العودة إلى بلاده.