على بعد 100 كلم شمال مكةالمكرمة، تقع بئر التفلة الشهيرة والمعروفة عند أهالي مركز عسفان، والتي يمر عليها الزوار أثناء عبورهم هذه المنطقة وهم في ذهابهم للمدينة المنورة. وهذه البئر كما يذكر لنا أهل المنطقة مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء هجرته للمدينة المنورة مع صاحبه أبي بكر الصديق، ووجد ماء هذه البئر مالحا فبصق فيه صلى الله عليه وسلم فأصبح ماؤها عذبا. وقد وقفت «عكاظ» على هذه البئر في عسفان، حيث يحيط بها سور قديم مبني من الحجر، بينما قامت وزارة المياه بتغطية البئر وإحكام إغلاقها وكتبت عليها لوحة البئر مغلقة، وهي كما ذكر لنا بعض السكان من الآثار القديمة التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته، ولكنها هجرت حيث كانت إلى عهد قريب يشرب منها العابرون للطريق، إلا أنها حاليا تم إغلاقها بالكامل. يقول الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى: «ومن الشواهد المكانية التي كان لها ذكر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم قرية قديد، وهي التي تبعد قرابة 150 كلم شمال مكةالمكرمة، حيث مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم معبد الخزاعية في خيمتها في طريق هجرته في قصة مشهورة في كتب السيرة وبعض كتب السنة، وأم معبد أسلمت مع زوجها أبو معبد، فحين خرج رسول الله من مكة مهاجرا إلى المدينة ومعه أبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة رضي الله عنه ودليلهما الليثي عبدالله بن الأريقط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد، قالت: خلفها الجهد عن الغنم، قال: فهل بها من لبن، قالت: هي أجهد من ذلك، قال: أتأذنين أن أحلبها، قالت: بلى بأبي أنت وأمي نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح بيده ضرعها وسمى الله عز وجل ودعا لها في شاتها فتفاحت عليه ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيها ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم، ثم أراضوا ثم حلب فيها ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها».