نشرت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، خارطة ملونة، في كتاب: التربية الاجتماعية والوطنية، الصف الرابع الابتدائي، الفصل الدراسي الثاني، كتاب الطالب، بنين وبنات، 1431-1432ه 2010-2011م، ص 51، بعنوان: (طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة)، توضح تلك الخارطة، مسار طريق الهجرة النبوية، من مكةالمكرمة، إلى المدينةالمنورة. وقد شارك في إعداد ذلك الكتاب واحد وثلاثون شخصاً، ما بين مؤلف، ومراجع، وتربوي، ولجنة علمية. ورغم الكم الهائل من المشاركين في إعداد الكتاب، لم تخلُ خارطة طريق الهجرة النبوية - على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم - من ملحوظات جوهرية في مسار طريق الهجرة. ومسار طريق الهجرة النبوية، وفق تلك الخارطة، يبدأ من مكةالمكرمة، ثم جبل ثور(1)، ثم الحديبية(2)، ثم الجموم(3)، ثم عسفان(4)، ثم وادي قديد(5)، ثم خيمتا أم معبَد(6)، ثم الأكحل(7)، ثم اليتمة(8)، ثم قباء(9). والملحوظات على تلك الخارطة، كما يلي: 1 إن ما اعتمد عليه المشاركون في إعداد الكتاب، كنص عن طريق الهجرة النبوية، نتج عنه رسم ذلك المسار، في خارطة طريق الهجرة النبوية، لم يرد إطلاقاً في أي مصدر من المصادر المعتبرة، التي تحدثت عن الهجرة النبوية. 2 عارض طريق الهجرة النبوية، من مكةالمكرمة، إلى وادي قديد، طريق الجادة العظمى، ثلاث مرات في: الجموم، وعسفان، ووادي قديد. وهو مخالف لما ذكر في المصادر التي يعتد بها، عن عدد، أو مواضع، معارضة طريق الهجرة النبوية، مع طريق الجادة العظمى، من مكةالمكرمة، إلى أن اجتاز قديداً. 3 مسار طريق الهجرة النبوية، من الحديبية، إلى وصوله خيمتي أم معبد، يمر على بطن مرَّ (الجموم)، ثم عسفان، على التوالي. وهو مخالف لما ذكر في المصادر المهمة، عن طريق الهجرة النبوية، من مكةالمكرمة، إلى أن وصل خيمتا أم معبد. ولم تذكر تلك المصادر أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرَّ على بطن مرَّ (الجموم)، أو عسفان؛ في هجرته إلى المدينةالمنورة، وبالتالي لا يوجد أي نص من تلك المصادر، اعتمد عليه المشاركون في إعداد الكتاب، عند رسم تلك الخارطة. بل إن طريق الهجرة النبوية في تلك الخارطة، من بطن مرَّ (الجموم)، إلى عسفان، هو طريق الجادة العظمى (طريق القوافل التجارية). 4 مسار طريق الهجرة النبوية، من خيمتي أم معبد، إلى وصوله قباء، يمر على الأكحل، ثم اليتمة، على التوالي. وهو مخالف لما ذكر في المصادر الأساسية. ولم تذكر تلك المصادر أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرَّ على الأكحل، أو اليتمة، أو قريباً منهما؛ في هجرته إلى المدينةالمنورة، وبالتالي لا يوجد أي نص من تلك المصادر، اعتمد عليه المشاركون في إعداد الكتاب، عند رسم تلك الخارطة. 5 من الواضح أن هناك خلطاً، لدى المشاركين في إعداد الكتاب، بين طريق الهجرة النبوية، وبين طريق مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، الذي أُنشي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - والذي أُطلق عليه طريق الهجرة، تيمناً بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتمييزاً له عن طريق مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، الذي يمر على رابغ، ثم بدر، إلى أن يصل المدينةالمنورة. وجدير بالذكر؛ أن هناك الآلاف من أبنائنا وبناتنا، من الطلاب والطالبات، الذين درسوا هذه المادة، ومن ثَمَّ يقومون بأداء مناسك العمرة، وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، برفقة أُسَرِهم. وبالتالي يمرون في طريقهم من مكةالمكرمة، إلى المدينةالمنورة، على الجموم، وعسفان، والأكحل، واليتمة. مما يرسخ في أذهانهم هذه المعلومة الخاطئة، عن طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتجدر الإشارة؛ إلى أن هناك العديد من الخرائط، التي نشرت عن طريق الهجرة النبوية، والتي توضح مسار طريق الهجرة النبوية، من مكةالمكرمة، إلى المدينةالمنورة، مثل: خارطة الأستاذ عبد القدوس الأنصاري - رحمه الله تعالى - في كتاب: طريق الهجرة النبوية؛ وخارطة الأستاذ عاتق بن غيث البلادي - رحمه الله تعالى - في كتاب: على طريق الهجرة، وكتاب: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية؛ وخارطة الدكتور حسين مؤنس - رحمه الله تعالى - في كتاب: أطلس تاريخ الإسلام؛ وخارطة الدكتور شوقي أبو خليل - رحمه الله تعالى - في كتاب: أطلس السيرة النبوية؛ وخارطة الأستاذ سامي بن عبد الله المغلوث في كتاب: الأطلس التاريخي لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وخارطة مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة، بعنوان: طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. غير أن تلك الخرائط، تحتوي على أخطاء جوهرية، في مسار طريق الهجرة النبوية، من مكةالمكرمة، إلى المدينةالمنورة. ومن الملاحظ انتشار بعض من تلك الخرائط، خاصة خارطة الدكتور حسين مؤنس، على مواقع المنتديات التعليمية، وغيرها من المواقع على الشبكة العنكبوتية، بالرغم مما تحويه من أخطاء جوهرية، في مسار طريق الهجرة النبوية. وختاماً؛ فكلنا أمل ورجاء، أن تقوم الإدارة العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، بحذف تلك الخارطة، من مقرر: التربية الاجتماعية والوطنية، للصف الرابع الابتدائي. والله ولي التوفيق،، للتواصل مع الكاتب القصيم - بريدة ص. ب (23454) الرمز البريدي (51311) (خارطة: طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في كتاب: التربية الاجتماعية والوطنية) الهوامش والتعليقات الجانبية: (1) ثَوْر: قال البكري: «وهو ثور أطحل، وهو جبل بمكة، الذي فيه غار النبي صلى الله عليه وسلم «. وقال ياقوت: «ثور: اسم جبل بمكة، فيه الغار الذي اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الجوهري: ثور: جبل بمكة، وفيه الغار المذكور في القرآن، يقال له: أطحل. وقال الزمخشري: ثور: أطحل، من جبال مكة، بالمفجر من خلف مكة، على طريق اليمن». وقال البلادي: «ثور: جبل ضخم، يقع جنوبمكةالمكرمة، بين سهل وادي المفجر شرقاً، وبطحاء قريش غرباً، يُرى من عمرة التنعيم جنوباً، ذو رؤوس مدببة، أمغر، يرتفع عن سطح البحر 500 متر، فيه من الشمال غار ثور. (أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، حققه وضبطه مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت، ط3، 1403ه - 1983م، ج1، ص 348-350؛ الإمام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، (ياقوت الحموي): معجم البلدان، دار صادر، بيروت، ط3، 2007م، ج2، ص 86-87؛ عاتق بن غيث البلادي: معجم معالم الحجاز، دار مكة للنشر والتوزيع، مكةالمكرمة، ط،1 سنوات الطباعة مختلفة، ج2، ص 95-99). (2) الحُدَيْبِيَة: قال البكري: «قرية، ليست بالكبيرة، وبحذائها جبل صغير، يقال له ضعاضع، وعنده حبس كبير يجتمع فيه الماء. ومن الحديبية إلى المدينة سبع مراحل، وإلى مكة مرحلة؛ وأصحاب الحديث يقولون: أن الحديبية بئر؛ وهناك مسجد الشجرة». وقال ياقوت: «الحديبية: قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها. وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبية بشجرة حدباء، كانت في ذلك الموضع. وبين الحديبية ومكة، مرحلة، وبينها وبين المدينة، تسع مراحل». وقال البلادي: «الحديبية: تعرف اليوم باسم: الشميسي، وهي غرب مكةالمكرمة، خارجة عن حدود الحرم، بينها وبين المسجد الحرام قرابة 22 كيلاً». (البكري: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج3، ص 810-811؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج2، ص 229-230؛ البلادي: معجم معالم الحجاز، ج2، ص 246-247). (3) الجموم: كانت عيناً متدفقة، غزيرة المياه، في مرَّ الظهران، ومحطة رئيسة للحجاج، على بعد 22 كيلاً من مكةالمكرمة. تكونت عليها قرية ذات سوق عامرة، فيها إمارة تابعة لمكةالمكرمة، ودار للتنمية الاجتماعية، وشرطة، ومدرسة متوسطة، ومدارس ابتدائية، ومرافق أخرى. وهي من أجمل ضواحي مكةالمكرمة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج2، ص176-177). (4) عُسْفَان: قال البكري: «قرية جامعة، وهي كثيرة الآبار والحياض». وقال ياقوت: «عُسفانُ: قال أبو منصور: عسفان: منهلة من مناهل الطريق، بين الجحفة ومكة، وقال غيره: عسفان: بين المسجدين، وهي من مكة على مرحلتين، وقيل: عسفان قرية جامعة، بها منبر ونخيل ومزارع، على ستة وثلاثين ميلاً من مكة. وقال البلادي: «عسفان: بلدة عامرة تقع شمال مكةالمكرمة على ثمانين كيلاً». (البكري: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج3، ص 942-943؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج4، ص 121-122؛ البلادي: معجم معالم الحجاز، ج6، ص 99-102). (5) قُدَيْد: قال البكري: «قرية جامعة، وهي كثيرة المياه والبساتين. وقال ياقوت: قديد: «اسم موضع قرب مكة». وقال البلادي: «قديد: وادٍ فحل من أودية الحجاز، على130 كيلاً شمال مكةالمكرمة، خصيب كثير العيون والمزارع فيه 25 عيناً اندثر بعضها. يبلغ طوله قرابة 150 كيلاً، نصفه ستارة ونصفه قديد، ويحف بقديد من الشمال القديدية، وهي حرة نسبت إلى الوادي، كان اسمها المشلل». (البكري: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج3، ص 1054-1055؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج4، ص 313-314؛ البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص 96-99). (6) خَيْمَتَا أُم مَعْبَد: قال ياقوت: «ويقال بئر أم معبد: بين مكة، والمدينة. نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، ومعه أبو بكر - رضي الله عنه - وقصته مشهورة». وقال البلادي: «خيمة أم معبد: معروف اليوم مكانها، بطرف قديد من الشمال، تحت ثنية المشلل من الجنوب». (ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج2، ص 414-415؛ البلادي: معجم معالم الحجاز، ج3، ص 188). (7) الأكَاحِلُ: قال البكري: «موضع ببلاد مزينة من الحجاز، ويقال له أيضاً: الأكحل». وقال ياقوت: «الأكاحل: جمع كحل موضع في بلاد مزينة». وقال البلادي: «الأكحل: وادٍ فحل، فيه زراعة، يأخذ من حرة الحجاز، فيدفع غرباً بين وادي الفرع، ووادي حجر. (البكري: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج1، ص 181-182؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج1، ص 239؛ البلادي: معجم معالم الحجاز، ج1، ص 130). (8) اليتمة: وادٍ يسيل من جبال قُدس شرقاً، فيدفع في وادي النقيع من ضفته الغربية. يقطعه الطريق بين الفرع، والمدينةالمنورة، على 84 كيلاً من المدينةالمنورةجنوباً. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج10، ص 12). (9) قُبَاء: قال البكري: «بالمدينة». وقال ياقوت: «قبا: أصله اسم بئر هناك، عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار. وهي قرية على ميلين، من المدينة، على يسار القاصد إلى مكة، بها أثر بنيان كثير. وهناك مسجد التقوى، عامر، قدامه رصيف، وفضاء حسن، وآبار ومياه عذبة. وقد جاء في فضائل مسجد قباء أحاديث كثيرة». وقال البلادي: «قُبا: حي جميل، من أحياء المدينةالمنورة. يقع جنوب المسجد النبوي على قرابة 6 أكيال، له شارع جميل، رأسه الجنوبي قبا، ورأسه الشمالي مسجد الغمامة. ومسجد قبا، مسجد واسع، منور، ذو اسطوانات من داخله، وحوله ساحة واسعة، تحيط بها البساتين الغناء، وبعض المقاهي. ويتصل عمران قبا، بعمران المدينةالمنورة، ويركب الحرة جنوباً، ويتصل شرقاً بقربان. (البكري: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج3، ص 1045-1046؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج4، ص 301-302؛ البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص 83-85).