أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ أسامة خياط، في الخطبة الأخيرة من شهر شعبان، أمس، أن تهيئة النفوس بالتقوى هدف بارز من أهداف الصوم الذي يدور عليه الصوم ويتعلق به، مشيرا إلى أن صوما لا تلابسه التقوى ولا تخالط فيه نفسية الصائم صوم خواء إنما هو لإسقاط الفريضة، بحيث لا يؤمر بإعادتها، لكنه خرج عن نطاق التقوى ولم يدرك حقيقة الصوم وإنما أتى بمظهره وجانبه السلبي. وقال: إن المسلم ليذكر وهو يستقبل شهر رمضان الفرحة الغامرة والأمل في اغتنام فرصته والحظوة بأعلى الدرجات لدى رب الأرض والسماء، والصوم هو كسائر العبادات التي كتبها الله على عباده، فريضة ذات أهداف رفيعة ومقاصد سامية تستشرف لبلوغها القلوب المؤمنة والمطمئنة رغبة في نوال وتطلع عظيم الأجر وجميل موعود وعد الله به للصائمين المحسنين، والمرء بحكم بشريته وما وضع فيه من نوافع وما جبل عليه من غرائز قد تنحرف به عن الجادة وتحيل به عن سواء السبيل، قد تكون مثبطة له مثقلة عن اللحاق بالركب وعباد الله المخلصين وإدراك قوافل الصالحين والأخذ بنصيب واف من التكمل الذاتي والسمو الروحي، وبين أن الإيمان والتقوى أوثق الصلات، فالإيمان أساس الخير ومنبع الفضائل، والتقوى روح الإيمان وعماده وسر الفلاح، وفي الجمع بين الإيمان والتقوى ما يشعر بأن المقصود بالصوم ما جمع بين منازل الإيمان من الفضائل والتكملات الذاتية والروحية وبين دوافع التقوى من كمال المراقبة لله سبحانه وتعالى والخوف منه والتعلق به وحده والزهد فيما سواه، وبذلك يجمع الصائم بين مظهر الصوم السلبي والكف عن شهوتي الفم والفرج وبين حقيقته الإيجابية من السير على الفضائل وانتهاج أقوم المناهج فلا يسخط ولا يكذب ولا يساب أحدا. وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة، أمس، عن أعمال العباد، مبينا أنها تقوم على ثلاثة مسارات نفع النفس ونفع الآخرين وعدم أذيتهم، ثم انتقل للحديث عن الزكاة، وبين منزلتها في الإسلام ومكانتها بين أركانه، وأنها مقرونة بالصلاة، وساق الأدلة على ذلك، ثم بين الشروط والأنصبة ومقدار الزكاة، وفي ثنايا ذلك تحدث عن الحسد وكيف أن الزكاة تجتثه وأن الفقراء يخاصمون الأغنياء يوم القيامة إذا منعوهم الزكاة. وفي خطبته الثانية، تحدث فضيلته عن رمضان وكيف أن النبي يبشر أصحابه بمقدمه وأن المؤمن يستقبله بتوبة صادقة، ويكثر فيه من الصدقات وأعمال البر والطاعات.