مازالت المراكز الصحية في قرى صمخ والحفيرة والخضراء جنوببيشة، تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والخدمات المساندة، في الوقت الذي راهنت فيه وزارة الصحة على إيصال خدماتها للمرضى والمراجعين في كافة القرى والمراكز. عدسة «عكاظ» رصدت أثناء جولتها في المركز الصحي بصمخ سيارات الإسعاف التابعة للمركز متوقفة في المواقف الخاصة غير المظللة وتحت أشعة الشمس، حيث تتعرض الأجهزة والمحاليل الطبية داخلها للتلف، كما أن خزان وقود الديزل الخاص بمولد الكهرباء الاحتياطي داخل سور المركز الصحي مكشوف وخال من وسائل السلامة، وقد تسرب منه الديزل وكون بقعة كبيرة تنذر بالخطر، والمركز خال من غرفة للحراسة خارج المبنى، إلى جانب عدم وجود مبنى خاص لسكن الممرضات، بالإضافة إلى غياب خدمة الطوارئ في المركز على مدار 24 ساعة. واستغرب عدد من المرضى ممن يراجعون لمراكز صمخ الحفيرة والخضراء عجز وزارة الصحة ممثلة بصحة بيشة في تعيين كوادر طبية خاصة في قسم الأشعة والمختبر وفني سجلات صحية، بالإضافة إلى طبيب أسنان وطبية نساء. وأوضح ل«عكاظ» المواطن عبيد سيف الحنيفي، -تصادف وجوده في المركز للمراجعة-، أن المركز الصحي في صمخ يفتقد لأبسط مقومات الخدمة الصحية، وخاصة ما يتعلق بمصابي الحوادث، والنقص في الكوادر البشرية الذي أدى إلى عدم تشغيل بعض الأجهزة مثل الأشعة، الأمر الذي أجبر الأهالي للبحث عن العلاج في مستشفيات بيشة أو خميس مشيط، متكبدين عناء ومشقة السفر، خاصة في ظل تأخر تسليم المبنى الجديد لمركز صحي الحفيرة -على حد قوله-. بدوره، قال المواطن عبدالله محمد سلبان من سكان الحفيرة: إن المركز الصحي في مبنى قديم ومستأجر، ومستوى النظافة متدن للغاية، خاصة غرفة الضماد ودورات المياه، وطالب بسرعة إنجاز المبنى الحكومي المتعثر منذ عدة سنوات. بدوره، أوضح المواطن سعيد فنيس الحسيني من سكان الخضراء، أنه منذ عدة سنوات والأهالي يطالبون باستحداث مبنى للمركز الصحي، ولم يتم تنفيذ المشروع إلا منذ عام تقريبا، مضيفا أن وزارة الصحة اختارت مقاول ليس لدية الإمكانية لتنفيذ المشروع، والمشروع متوقف منذ أشهر. من جهته، أقر رئيس مركز صمخ ورئيس أصدقاء المرضى في المركز مسفر القحطاني، بوجود عجز في الكادر الطبي في المراكز الصحية، بالإضافة تأخر تشغيل مبنى المركز الصحي في الحفيرة وتعثر الآخر في الخضراء. وأضاف القحطاني «يحتاج المركز الصحي في صمخ إلى إعادة تأهيل قسم الطوارئ، ودعمه بكوادر طبية في جميع التخصصات؛ لخدمة سكان المركز والبالغ عددهم نحو 11 ألف نسمة». إلى ذلك، أوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي بصحة بيشة عبدالله سعيد الغامدي، أن خدمة الأشعة كانت متوفرة في مركز صحي صمخ، حتى وقت وفاة الفني (رحمه الله)، وسيتم توجيه فني أشعة جديد بعد توظيفه، بالإضافة إلى توفر خدمة المختبر في مركزي صمخ والحفيرة. وردا على سؤال غياب خدمة الطوارئ في مركز صمخ قال الغامدي: «مركز صحي صمخ مركز رعاية أولية، وليس مختصا بخدمة الطوارئ»، مشيرا إلى أن المركز يعمل بنظام المناوبة 16 ساعة، ويعمل خلال بقية الساعات بنظام الاستدعاء.