أوضح ل«عكاظ» المشرف على علاج حالات «كورونا» في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور محمد الغامدي، أن المستشفى عاين 110 حالات لفيروس كورونا منها 80 حالة ظهرت بأعراض وخضعت للعلاج في غرف العزل وبعضها في العناية المركزة و30 حالة بدون أعراض وخضعت للمتابعة الصحية، فيما تعرض 35% للوفاة نتيجة المضاعفات التي صاحب الحالة بجانب معاناتهم من أمراض أخرى مزمنة، أما الحالات التي جاءت من المستشفيات الأخرى بعد تخصيص مستشفى الملك فهد لحالات كورونا فكانت 20 حالة، وشكل الممارسون الصحيون الذين تعرضوا للفيروس 23 حالة، ومثل الرجال من نسب الإصابة 65% والنساء 35%، وأكبر فئة عمرية للمصابين كانت لمريض ثمانيني وأصغر مصاب يبلغ 18 عاما ولم تسجل أي حالة لأطفال. وحول اختلاف أعراض المرض عند بعض المصابين وتعرض البعض للوفاة ونجاة آخرين رغم أن توقيت الإصابة والعلاج واحد أوضح: فيروس كورونا يحمل الكثير من الصفات المبهمة والخصائص المعقدة ويتعامل بشراسة، وفعلا وجدنا أن حالات كثيرة حملت الفايروس دون أعراض، وحالات أخرى تنومت في غرف العزل وخضعت للعلاج بمضادات الفيروسات وشفيت وخرجت، وحالات دخلت مراحل العناية المركزة وتطور لديها المرض وتعرضت للوفاة نتيجة المضاعفات وخصوصا الأشخاص الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة أخرى، كما لا يفوتني أن أنوه أن المناعة أيضا لها دور كبير في عدم تطور المرض عند كثير من المرضى، فنجد مثلا مرضى الفشل الكلوى اكتسبوا العدوى بسهولة لأن مناعتهم ضعيفة، فخلاصة القول إن خصائص الفيروس معقدة ومازالت في طور البحث والدراسات العالمية. وعن سؤالنا حول ما يتردد أن فيروس «كورونا» معد مخبريا قال: لا يمكن الجزم بهذا الكلام، وإلى الآن لم يثبت علميا ذلك، ولكن بشكل عام فإن الفيروسات تمتلك خاصية التحور الجيني وبالتالي فإن ظهورها بسلالات عديدة أمر وارد، كما هو الحال في الأنفلونزا الموسمية فهناك حوالي 250 سلالة تقريبا لذا تكون قابلية الإصابة عند البشر سريعة في أماكن الازدحام، كما أن تعرض الفرد للأنفلونزا الموسمية أكثر من مرات متعددة تكون عالية خلال العام، كما أن احتضان الجمال والخفافيش للفيروس يحتاج إلى كثير من الدراسات والأبحاث لفهم طرق انتقال العدوى إلى البشر. وعن إمكانية علاج كورونا بالأعشاب والعسل والحبة السوداء والزنجبيل وغير ذلك قال: كورونا مرض فيروسي وبالتالي فإن العلاج يكون بمواجهة هذه الفيروسات عبر مضادات الفيروسات، والأشياء التي ذكرت تقوي مناعة الجسم ولا تعد علاجا لمحاربة الفيروسات، لذا أنصح الجميع بعدم الانسياق وراء أي معلومات مغلوطة وعدم التساهل بالعلاج القائم على البراهين عند التعرض لا سمح الله لأي مرض فيروسي، مع التأكيد أن الأشياء التي ذكرت تقوي مناعة الجسم، مع الإشارة إلى أنه لا يوجد الآن أي علاج أو لقاح لكورونا والجهود قائمة للتوصل إلى لقاح لمواجهة المرض.