لم يدر بخلد المواطن أحمد المقرحي، أن أكبر أبنائه سيستشهد على يد مجهولين أثناء تأدية عمله في مسح الحدود التابعة لمركز الربوعة برفقة رئيس المركز رئيس الرقباء عبدالعزيز الغامدي، إثر تعرضهما لوابل من الأعيرة النارية من عدد من مجهولي الهوية لاذوا بالفرار. وقال ل(عكاظ) المقرحي والد الشهيد الجندي محمد بتمتمات مسكونة بالحزن حسرة على فراق فلذة كبده: «حينما توظف محمد في حرس الحدود منذ عام تقريبا وهو يخطط في تكوين مستقبله، حيث اقترض من البنك مبلغا يقدر ب 200 ألف ريال ليبدأ في بناء بيت بسيط بالقرب من والديه في قرية الغول بمنطقة تهامة ومن ثم يبحث عن زوجة ليستقر بجوارنا ولكن قضاء الله وقدره كان أقرب من ذلك»، مبينا أن لديه 14 من الأبناء، أكبرهم محمد البالغ من العمر 25 عاما. من جانبه، أوضح عم الشهيد الجندي موسى سلمان المقرحي أن ابن أخيه محمد على خلق وبار بوالديه. كما ذكر ابن عمه سلمان أنه أقرب إليه من بقية إخوته وأن محمد ذو خلق عال وقريب من جميع أفراد الأسرة، علما بأنه يسكن في مركز الغول غرب محافظة ظهران الجنوب 30 كلم في منطقة تهامة والطريق المؤدي لمنزل والد الشهيد طريق ترابي وعر وتوجد عقبة ترابية وكأن يأمل في ابنه محمد أن يساعده في مصروف المنزل علما بأنه يعمل سائقا في هيئة الأمر بالمعروف في محافظة ظهران الجنوب والراتب لا يكفي وقد كان يوم سعد عند توظيفه في حرس الحدود ولكن أجل الله لا مفر منه. وكان الغامدي (44 عاما) والمقرحي (25 عاما) في جولة مسح على الشريط الحدودي الجنوبي وبعد مسافة من المركز في وادي يسمى القبر فوجئا بإطلاق نار من قبل مجهولي الهوية نتج عنه وفاتهما، حيث أصيب الغامدي بثلاث طلقات والمقرحي بسبع طلقات، ونقلا إلى مستشفى ظهران الجنوب بسيارات خاصة بحرس الحدود، إلا أنهما فارقا الحياة.