لم يعد أحد لدينا في مجتمعنا لا يعلم أو لم يطلع أو حتى يسمع بمعاناة بعض الأيتام واليتيمات ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة، ممن تشرف عليهم مراكز التأهيل ودور الأيتام التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، خاصة أن أغلب الصحف ومعظم الكتاب قد كتبوا عن هذه الفئة الغالية وما يجدونه من بعض الظروف القاسية في حياتهم، وكشفوا بعض الملاحظات التي يعانونها. تلقيت سيلا عارما من الإيميلات وردتني على بريدي الإليكتروني تتعلق بمشاكل الأيتام واليتيمات تحديدا، إثر نشر مقالة اليتيم سابقا، والأمانة تحتم علينا أن نتابع كل ما يردنا من تعليقات ومطالب تهم المواطنين، وأحمد الله أن ما تم نشره بالمقال قد احتوى كثيرا مما يشكو منه الأيتام واليتيمات، وقد استوقفتني إحدى الرسائل الدامية ليتيم جعل عنوانها (أغيثوني). ولخطورة فحواها وتأكيد ما يثبتها وتضمينها الاسم الحقيقي ووسائل الاتصال فإنني اتطلع من وزير الشؤون الاجتماعية، المعروف بهمته وإنسانيته ومن المسؤولين بالوزارة، ضرورة إدراكها لأهميتها ولأن فحواها ومعاناة صاحبها تمثل وضعا مأساويا امتد لبضعة أشهر دون أن يحرك تجاهها ساكن. وأنا على ثقة من أن الوزارة كجهة مسؤولة عن مثل هذه الحالات لن تتوانى في تدخلها لعلاج المشاكل الحساسة للأيتام واليتيمات، بما يعالج أوضاعهم بأسلم الوسائل وأنجح الحلول العقلانية والتربوية والنفسية حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن توجيهات ولاة الأمر واضحة وصريحة بهذا الخصوص.