لا يُزعجني النقد بقدر ما يسوؤني «شخصنته»، وتضمينه إسقاطات لا مكان لها في إيصال الرأي دون إضافة؛ ممّا يفقده قيمته. ولقد تلقيتُ أخيرًا رسالة على بريدي الإليكتروني أكد فيها كاتبها أنه «من القرّاء المتابعين لصحيفة “المدينة”، وكل ما يُكتب فيها، وخاصة الأعمدة الثابتة، ويأتي الدكتور عبدالعزيز الصويغ في مقدمة هؤلاء الذين أحرص على قراءة مقالاته». وهو أمر أسعدني .. لكنه أتبع ذلك ب«شرشحة» مسح من خلالها بي البلاط؛ نتيجة لفهم مقالي بطريقة غير التي أردتها. وهو أمر ألوم نفسي عليه، ويدفعني إليه أحياناً، اضطراري إلى تغيير عنوان المقال، أو حذف كلمة هنا وكلماتٍ هناك، تكون هي السبب في الغشاوة التي يظهر بها المقال في شكله النهائي. أكثر فقرة أضحكتني في الرسالة هي قول القارئ الكريم: «ويبدو أن دكتورنا بدأ يضع عينه على منصب رسمي في الدولة، بعد تقاعده من الخارجية، وطرده من الشورى». لينهي رسالته الطويلة بالقول: «دكتورنا العزيز إن ما كتبته أنت اليوم كان قد سبقك به عدد من المتملّقين الطامعين الكذّابين، فهو لن يوصلك إلى ما تريد؛ ولذلك أنصحك بالبحث عن مقالات أخرى تلمّع فيها رجال الهيئة، وتتملّقهم علّ ذلك يعيدك إلى وزارة، أو مجلس شورى»!! ولن أدخل هنا في نقاش حول ما جاء في طروحات القارئ الكريم سوى في التساؤل: هل حقًّا أن ما يقول به القارئ هو صحيح..؟!