سر فرحة العم سالم، يثير موجة أسئلة وسط عشاق الشاي المضبوط. يثير الفرح وسطهم، وعندما يغيب عنه رواد الشاي وزبائنه، يظل يطلق القفشات والنكات ويملأ الدنيا مرحا برغم تجاوزه سن ال 75، حيث ظل يبيع الشاي لأكثر من 40 عاما في متجره الصغير وسط منطقة البلد في جازان، ولا يعرف مهنة غيرها ولم يغادر مكانه طوال هذه الفترة، حيث نشأت بينه والمتجر قصة عشق طويلة لم تكتمل فصولها بعد. يقول العم سالم: أذكر عندما كان عمري 30 عاما، بدأت العمل في هذا المحل، أبيع الشاي والقهوة، لكن الغلبة كانت للشاي، حيث يرغب معظم الزبائن تعاطي النكهات المختلفة، والحمد لله مقتنع وسعيد بما قسمه الله لي من رزق كفل الحياة الهادئة المستقرة والهانئة لأسرتي المكونة من ولدين وبنتين، وقبلهم رحل ولدان (رحمهما الله) وكل أبنائي ولله الحمد يعملون. صحيح أن مهنتي متواضعة وبسيطة، ولكنها مربحة. نحن نكسب رزقنا بعرق جبيننا. يضيف العم سالم قائلا: تعرفت على أناس كثيرين من خلال خدمتهم وضيافتهم بالشاي، وخلقت صداقات كثيرة، فأنا قريب منهم جميعا وأقدم لهم فنجان الشاي بروحي المرحة والطيبة، لذلك بادلوني الحب بالحب، فكل زبون أقدم له براد شاي، أتجاذب معه الحديث ونخفف على بعضنا من هموم الحياة.