بعد أن أصابه الكلل من البحث عن وظيفة مناسبة تؤمن له حياة كريمة، لجأ حسن عسيري (21 عاما، أكمل المرحلة الثانوية منذ أكثرمن سنة) لدخول معترك الحياة وكسب لقمة العيش برأسمال يتمثل في برادين ومنقل وكمية قليلة من الفحم. يقول عسيري «بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية، وجدت نفسي في معمعة الحياة بلا عمل، وخفت أن أجلس في انتظار دكة الوظيفة لعدة سنوات، وفي أحد الأيام زارني صديقي خالد الشهري وحرضني على دخول العمل الحر، قلت له في حينه: إنني لا أمتلك أي رأس مال، فضحك وقال: يمكن بواسطة البراد والمنقل كسب الكثير من الرزق، وشرح لي أنني يمكن أن أعمل في إعداد الشاي لرواد الكورنيش وأكسب الكثير، وفعلا انطلقت بمساعدة صديقي الشهري في مشروع الشاي واخترت موقعا في الكورنيش لنصب دكة إعداد الشاي، وبعدها انفتحت لي طاقة الرزق الوفير».يقول العسيري «بحثت عن وظيفة مناسبة فلم أجد، وعندما شاهدت عددا من الشباب بدأوا في عمل بسطات لبيع الشاي المعد على الجمر اقتبست الفكرة منهم، وبحثت عن موقع مناسب في بداية الكورنيش ووجدت كل التشجيع والدعم من والدي وأفراد أسرتي حتى أن والدي يقوم بزيارتي بشكل يومي ويشتري مني الشاي». ويضيف: «بدأت في مشروعي والذي كان رأس ماله برادين للشاي وقليلا من الفحم والمنقل، وبدأت في العمل، ويوما بعد يوم بدأت بسطتي تلفت أنظار الزبائن، وأصبحت أبيع بما يقارب 300 ريال خلال أيام وسط الأسبوع و500 ريال في نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة. ويضيف «أتواجد يوميا من الخامسة عصرا وحتى منتصف الليل، وفي أيام أستمر حتى 3 فجرا كأيام الإجازات والأعياد، والحمد لله، أصبحت الآن اجني دخلا طيبا أغناني عن العمل وعن تحكم وتسلط مديري الشركات، حيث أني مارست العمل في إحدى الشركات ولم أجد منهم سوى الراتب المتدني وساعات العمل الطويلة، والآن بفضل الله أصبحت قادرا على تحمل مسؤولية نفسي وأدفع أقساط سيارتي من دخل مشروع الشاي على الجمر». وقال: اخترت هذا العمل ولم أجد فيه عيبا، كما أن الزبائن دائما ما يشجعونني ويدعون لي بالتوفيق، وأجني منه دخلا عاليا، إلا أني أجد المضايقات والإحباط من مراقبي البلدية، والذين يعبرون بالموقع بصورة أسبوعية ويطالبونني بمغادرة الموقع والتوقف عن البيع في الطريق رغم أنني مواطن استحق الدعم منهم وليس أن أطرد.وأضاف «أحمل في سيارتي شهادتي وسيرتي الذاتية، وكلما قام مراقبو البلدية بمطالبتي بمغادرة الموقع والتوقف عن البيع، أخرج لهم شهادتي، وأقول لهم تفضلوا هذه شهادتي وظفوني وأنا أتوقف حالا عن البيع، ولا ما أسمع منهم سوى (خلص وبرادك ولا نشوفك هنا ثاني)... وهكذا. أتمنى أن يتركوني والآخرين من أبناء الوطن في حالنا نمارس هذه التجارة، فهي مصدر رزقنا».