لايكاد شارع بمحافظة الطائف هذه الأيام يخلو من عروض للشاي والقهوة العربية بنكهات مختلفة والبليلة التي تحظى بانتشار شعبي واسع حيث يتولى إعدادها مجموعة من الشبان يفكرون بطريقة اقتصادية يغلب عليها الجد والاجتهاد في انتهاز فرصة الصيف والموسم السياحي واقتطاع جزء كبير من كعكة المستثمرين مزودين بعتاد غير مكلف ماديا. ويسوق هؤلاء الشباب الذين كسروا حاجز العيب إنتاجهم على الطرق المؤدية للطائف وبعض الشوارع الرئيسية وأمام الحدائق والمتنزهات. يقول الشاب محمد العتيبي إن الكسب المادي الشريف ليس بعيب، وإعداد القهوة والشاي لا يستغرق وقت طويلا، وهو مربح للغاية خاصة بعد الإقبال الكبير الذي تشهده محلات بيع القهوة. ويضيف أعمل منذ خمسة أعوام في هذه المهنة التي تصنف ضمن المشاريع الصغيرة التي لا تتطلب سوى خطوة جريئة وتوجه جاد وجهد بدني مضاعف من قبل الراغبين في الاستثمار والبعد عن الخجل الذي يعد العقبة وحجر العثرة في طريق النجاح لافتا إلى أن شريحة كبيرة من الشباب لديهم إبداعات في هذا الجانب ظلت حبيسة داخل الصدور ولم تر النور طوال السنوات الماضية بعدما منعها الخجل خشية أعين الجمهور لاسيما الأصدقاء منهم الذين يميلون إلى السخرية اللا واعية بالهدف الأسمى. ويشير إلى أن عددا من الشباب فكروا بطريقة صحيحة وضربوا الخجل في مقتل بواسطة الاتفاق على ممارسة النشاط من خلال تنفيذه في مجموعات، إذ أن الفرد حينما يتولى عمليات البيع على الرصيف دون معاون يشد من أزره ويأخذ بيده إلى الأمام يتسلل إليه الملل ويتبادر إلى ذهنه شعور بالدونية وأنه أقل من غيره من الشباب. ويشدد على ضرورة عدم الاهتمام بما يسمعه من تعليقات لبعض الشباب الذين يحاولون تكسير مجاديف بائعي الشاي أو البليلة مما يتسبب في تحطيمهم معنويا لتنتابهم الأفكار التي تدفعهم إلى التوقف ووضع حد للاستمرارية في العمل. علي النفيعي وضع مبدأ «طنش تعش» الطريق إلى استمراره في العمل حيث لا يسمع كلمات السخرية والتعليقات من بعض أصدقائة وهذا جعله يستمر في العمل منذا ثلاثة أشهر دون توقف. وروى قصة طريفة قائلا طلب مني شخص يقود سيارة كوب شاي وعندما هم بالحساب قال لي لماذا لا تترك هذه المهنة وتبحث عن أخرى مناسبة فقلت له أعطني البديل وأنا أتركها الآن. وأضاف النفيعي الرزق على الله وأنا مقتنع بعملي وأعتبر نفسي مثالا للشاب المكافح. سعد عبدالله الذي اتخذ من أحد أرصفة منتزه الردف متكأ ونافذة لترويج بضاعته قال إن غالبية زبائننا من أقراننا في السن ونحن نعلم ميولهم ورغباتهم فهم يفضلون إعداد الشاي والقهوة على نار الحطب رغم توافر الوسائل الحديثة التي تمت إحالتها للتقاعد المبكر ولم تصمد أمام رغبات الشباب. أما البليلة فهي وجبة خفيفة لها عشاقها من مختلف الفئات العمرية موضحا أن إضافات النكهات ومقدارها يظل سرا للمهنة من الصعب الإفصاح عنه للحفاظ على الجودة في ظل التنافس المحموم لاستقطاب العملاء وصناعة اسم وشهرة في السوق لافتا إلى أن الإيرادات توفر مصروف أسر وتسهم بصورة كبيرة في مواجهة متطلبات الحياة المعيشية وتفتح المجال للادخار. عمل شريف اعتبر راكان النفيعي أن العمل الشريف ليس عيبا ومطلب الكثير من الشباب وهنالك العديد من الأسر والبيوت ينفق عليهم بائعو الشاي والبليلة وسائقو العربيات في حلقة الخضار وهذا عمل شريف بدلا من النوم أو التسول.