تعيش أوكرانيا حالة من الترقب لمسار التصعيد العسكري الروسي، بعد إرسال قواتها إلى شبه جزيرة القرم، فيما استدعت أوكرانيا قوات الاحتياط وأمرت قواتها المسلحة بأن تكون على أهبة الاستعداد للقتال في أقرب وقت ممكن. وفي تطور نوعي، أعلنت الحكومة الألمانية بعد اتصال هاتفي أجرته المستشارة أنغيلا ميركل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأخير وافق على اقتراح لميركل بتشكيل «مجموعة اتصال» بهدف البدء ب «حوار سياسي» في شأن أوكرانيا. وقالت الحكومة في بيان لها: إن «الرئيس بوتين وافق على اقتراح المستشارة بتشكيل فوري لبعثة تحقيق إضافة إلى مجموعة اتصال يمكن أن تكون برئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للبدء بحوار سياسي». وأخذت المستشارة أيضا على بوتين انتهاك مذكرة بودابست العائدة إلى العام 1994 والتي التزمت فيها روسيا باحترام استقلال وسيادة أوكرانيا بحدودها المعترف بها، وكذلك المعاهدة حول الأسطول الروسي في البحر الأسود التي وقعت العام 1997. وفي السياق ذاته، حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا من أنها قد تخسر عضويتها في مجموعة الدول الثماني للدول المتقدمة بسبب إرسالها قوات إلى منطقة القرم. وإذ وجه هذا التحذير عبر قنوات تلفزيونية أمريكية عدة، نبه كيري أيضا موسكو إلى خطر تعرضها ل «عزلة اقتصادية» و «عقوبات» دولية إذا لم تسحب قواتها من القرم. من جهة ثانية، أعلنت فرنسا وبريطانيا تعليق مشاركتهما في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني المقررة في سوتشي في يونيو (حزيران). في غضون ذلك، دعا حلف شمال الأطلسي روسياوأوكرانيا إلى السعي ل «حل سلمي» للأزمة بينهما عبر «الحوار» و «نشر مراقبين دوليين» ، بحسب ما أعلن الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن. وفي تطور مفاجئ، وجهت أوكرانيا تهمة الخيانة لقائد البحرية الذي سلم مقره في ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم في ثاني يوم له في منصبه. وظهر دينيس بيريزوفسكي في التلفزيون الروسي وهو يعلن الولاء للسلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم. وكانت القوات الروسية سيطرت على شبه جزيرة القرم على البحر الأسود وطالبت القوات الأوكرانية هناك بإلقاء السلاح.. إلى ذلك، أعلنت كييف أنها «على شفير كارثة» بعد «إعلان الحرب» عليها من جانب روسيا وبدا أنها تفقد السيطرة سريعا على شبه جزيرة القرم.