أكد معارضون سوريون ل «عكاظ»، أن اعتقال النظام السوري لأقارب بعض أعضاء وفد المعارضة إلى مؤتمر جنيف2، تصرف غير مفاجئ من نظام اعتاد الظلم والقتل والكذب والإرهاب، داعين المجتمع الدولي والدول الكبرى إلى حسم أمرها في عملية التغيير التي تحتاجها سوريا. المعارض السوري جوان يوسف وفي اتصال مع «عكاظ»، قال: إن ما فعله النظام بحق أقارب أعضاء الوفد السوري المعارض إلى مؤتمر جنيف، ليس مستغربا ولا جديدا على نظام استمرأ القتل والجريمة والدمار والإرهاب، هذا النظام يعتقل ألوية كاملة من الجيش في الثكنات خوفا من انشاقها، ويخفي مئات الآلآف من الشعب السوري في معتقلات سرية ويقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة دون حسيب أو رقيب. وبالتالي، فإن ما قام به يأتي في السياق الطبيعي للوجه الإجرامي لهذا النظام. وختم يوسف ل»عكاظ»: إن المجتمع الدولي قد حان له أن يعي حقيقة ما يحصل في سوريا، وأن يقف وقفة إنسانية وعادلة تجاه أزمة وشعب تعرض للظلم مرتين، مرة من النظام ومرة من هذا المجتمع الدولي اللامبالي، إن نظام بشار الأسد لا يريد تسوية سلمية ولا يريد انتقالا للسلطة، هذا النظام قرر تدمير ما تبقى من سوريا وقتل ما تبقى من الشعب السوري. من جهته، عضو المجلس الوطني المعارض السوري محمد السرميني قال ل"عكاظ": النظام المجرم يستند في أحكامه وقوانينه على مبادئ العصور الظلامية السوداء، وبالتالي هو لا يترك أي وسيلة أو قرار ليبرهن أن الإرهاب والجريمة هما قاعدة قراراته وأفعاله وسلوكه، لقد قلنا مرارا وتكرارا للعالم أن هذا النظام لا يعرف الحوار ولا السلام ولا الاتفاقات والمعاهدات، إلا أن العالم بقي صامتا عاجزا عن الوقوف بصدق وحق. وتابع السرميني: إن ما قام به النظام يؤكد أنه لا يريد إنجاح مؤتمر جنيف2، ولا يريد الوصول إلى تسوية سياسية، وبالتالي فإنه لا ثقة لنا بمواثيق هذا النظام ولا بعهوده، والمجتمع الدولي ورعاة المؤتمر في جنيف عليهم الانتقال إلى مجلس الأمن الدولي ودفع هذا المجلس إلى تحمل مسؤولياته بوقف هذه الجريمة التاريخية التي تحصل. من جهة ثانية اتهم وزير الخارجية الأمريكية جون كيري روسيا بتعزيز مساعدتها للنظام السوري، وقال إن المساعدات الروسية لنظام الأسد لن تكون مفيدة وبناءة بالنسبة إلى الجهود المبذولة لحمل النظام على التفاوض. وتأتي تصريحات كيري بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أن دمشق اعتقلت وسجنت أقارب معارضين شاركوا في مؤتمر جنيف 2 للسلام، وطالبت بأن يطلق سراحهم بشكل فوري. وبعد فشل مؤتمر جنيف 2 اتهم كيري روسيا بأنها «تشجع مغالاة» الرئيس الأسد، وهو ما تنفيه موسكو. وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن الأسف أيضا، وقال: «بصراحة، روسيا تعزز مساعدتها للأسد. لا أرى أن ذلك بناء بالنسبة إلى الجهود المبذولة لحمله على تغيير رأيه، ولأن يقرر أن عليه التفاوض بحسن نية». وأشار إلى أنه سيلتقي مجددا نظيره الروسي سيرغي لافروف في روما في السادس من مارس (أذار) على هامش مؤتمر دولي حول ليبيا. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مساء الأربعاء أن سورية أوقفت وسجنت أقارب معارضين شاركوا في مؤتمر جنيف 2 للسلام بسويسرا نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وطالبت الوزارة في بيان بأن «يطلق النظام السوري فورا وبدون شروط كل الذين اعتقلهم ظلما».