بينما تجتمع الأطراف السورية المتصارعة (النظام/ المعارضة) في أجمل المدن الأوروبية (جنيف)، يبقى ما يزيد على تسعة ملايين لاجئ سوري بين العراء والشتات في مخيمات دول الجوار، وبعض الدول العربية والأجنبية التي استقبلت بعض اللاجئين السوريين. وحالة اللاجئ لا تتغير، فهو شخص ترك بيته وشوارعه وذكرياته معلقة على أمل العودة، كما حدث مع الشعب الفلسطيني أثناء الخروج بسبب أزمة الحرب على أمل العودة، ولكنه بقي أسير المخيمات. هل يبقى الشعب السوري أسير المخيمات أكثر من ثلاث سنوات بينما يتفاوض المعنيون بالأزمة خارج هذه الحدود؟ وكما ذكرت وسائل الإعلام أن جرائم القتل والحرب زادت عنفاً أثناء هذه المفاوضات.. عنوان عريض يبقى باسم «جنيف 2» وربما في انتظار 3 و4، وهؤلاء اللاجئون ينتظرون حق تقرير المصير، ومَن في الداخل لا يعلم ما هو المصير.. أصبحت المدن السورية مستباحة بين المقاتلين والنظام الذي لا يريد التنازل، ويحاول بعث الرعب في النظام العالمي من خلال العنوان العريض الذي يتراجع الغرب أمامه (الحرب ضد الإرهاب). والمتحكم في المصير هي الدول العظمى.. لا يعتبر هذا ملفنا الأول عن الأزمة السورية، ولن يكون الأخير، حيث إن هذه المعارك تعنينا جميعاً، فهذا الشعب الذي يُذبح هناك هم أهلنا وأصدقاؤنا وأقارب لنا ونحمل لغة الروح معهم. وعن مخرجات جنيف 2 الذي جمع بين المعارضة والنظام، على طاولة واحدة، وخرج بقرارات معلنة، ومؤكد أن كثيراً منها غير معلن. ولكن جميع الكتَّاب اتفقوا على أن الدول الكبرى لها دور كبير في حل هذا الصراع، حيث تقول الكاتبة والإعلامية اللبنانية المقيمة في جنيف دينا أبي صعب (إذا كانت حسابات الروس تنطلق من مصلحة موسكو المصيرية في الحفاظ على النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، فالأمريكيون ورغم تصريحاتهم الحادة في مونترو الداعية لإسقاط الأسد ونقل السلطة، لا يرفضون حلاً وسطاً مع بقاء النظام). ويرى الكاتب والمحلل السياسي البحريني رضي الموسوي (أن روسيا تريد أن يتأسس نظام عالمي جديد يقوم على توزيع النفوذ بين الدول الكبرى، بحيث تعيد دور الاتحاد السوفييتي المحوري إبان الحرب الباردة). مؤكداً على أن روسيا ترى (في الأزمة السورية فرصة لإعادة ترتيب أوراق النفوذ العالمي). الكاتب والصحفي السوري معن عاقل قال بأن (مؤتمر جنيف 2 كنوع من رفع العتب الدولي حيال العنف المتصاعد في سوريا، وكنوع من الاختبار لأي تفاوض مستقبلي حين تنضج الظروف الموضوعية للحل الدولي). بينما تحدثت الكاتبة الأمريكية من أصل سوري مرح البقاعي عن استمرار القتل في سوريا في ظل مفاوضات لا تخرج بنتائج ملموسة على الأرض، كما تحدثت عن جرائم الحرب التي تُرتكب في سوريا والمواقف الدولية بشأنها. بينما ذهب الكاتب السعودي خالد الوحيمد بمقالة له عن وضع الشرق الأوسط في ظل المتغيرات الدولية قائلاً (الوضع لا يجري كما تهواه الأسرة الدولية؛ فإيران تدق طبول العون لنظام الأسد؛ وإن أي تدخل في إسقاط بشار ستكون إيران كالناموس في المنطقة).