أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن ممثلي النظام السوري والمعارضة سيجتمعون للمرة الأولى في جنيف في 22 كانون الثاني/يناير بعد مرور 32 شهرا على الأزمة. ولدى إعلانه عن موعد هذا المؤتمر التاريخي حول سورية قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه «مهمة تبعث على الأمل». لكنه ذكر الطرفين بأن هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة لحل النزاع سياسيا التي اعتمدت في حزيران/يونيو 2012 من قبل القوى الكبرى. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي أن «الأمين العام ينتظر من المندوبين السوريين أن يحضروا إلى جنيف وهم مدركون أن هذه الخطة هي الهدف ومع نية جدية بوقف الحرب». وأضاف الناطق نقلا عن الأمين العام للامم المتحدة أن «النزاع مستمر منذ فترة طويلة. وسيكون أمرا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما». وكان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عقد في جنيف أمس اجتماعا تشاوريا مع مسؤولين أمريكيين وروس لبحث تحديد موعد مؤتمر «جنيف 2» الدولي لحل الأزمة السورية. وشارك في هذا اللقاء إلى جانب الإبراهيمي نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف وكذلك مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ويندى شيرمان. وأشارت تسريبات صحفية عن مصادر دبلوماسية إلى أن الإبراهيمي عقد أمس في جنيف لقاءات خلف أبواب مغلقة مع أطياف من المعارضة السورية. وأشارت المصادر إلى أن الائتلاف الوطني المعارض، قرر إرسال وفد صغير إلى جنيف للمشاركة في الاجتماع التشاوري، يحاول تأجيل الموعد لغاية 12 يناير/كانون الثاني، بحجة أنه غير مستعد بعد. ومن المقرر أن يتمخض الاجتماع التشاوري عن الإعلان عن الموعد المحدد لعقد «جنيف 2» المقترح في يناير/كانون الثاني من العام المقبل. وفي السياق قال دبلوماسيون غربيون في بيروتوعمان ل «عكاظ»، إن بعض الصعوبات تم تذليلها حول انعقاد جنيف 2، وأن موعد الثاني والعشرين من يناير المقبل يعد مناسبا لمختلف الأطراف، ولاسيما في ظل طلب المعارضة التأجيل حتى مطلع فبراير. وأضافت المصادر، أن الموعد الجديد جاء نتيجة إصرار أمريكي روسي على عقد المؤتمر في يناير، للاستفادة من الأجواء الدولية التوافقية لتحقيق اختراق في الملف السوري والتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية السورية. وأكدت أطراف في الائتلاف السوري ل «عكاظ»، أن المعارضة السورية تبحث عن ضمانات قبل انخراطها في أية مفاوضات يكون النظام السوري طرفا فيها. واعتبر المعارض السوري رئيس الكتلة الوطنية مصطفى كيالي، أن الظروف لم تنضج بعد لضمان نجاح جنيف2، متوقعا أن يلجأ النظام إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن إيران المنخرطة في المعركة ستحاول اللعب على موضوع اختبار الأشهر الستة بعد التوصل إلى خطة عمل حول الملف النووي. ورأى أن القول بأن إيران ستسهل انعقاد جنيف2 هو احتمال مشكوك فيه لأنها «تتبع تكتيكات لتغيير الموازين على الأرض» وهي بالتالي «ستعود لنكث تعهداتها». وأفادت مصادر «عكاظ» أن وفد الائتلاف سواء في جنيف أو موسكو يسعى للتوصل إلى اتفاق حول مقتضيات جنيف1 وخصوصا البند المتعلق بتشكيل جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، والضغط على النظام للشروع بتنفيذ خطوات إنهاء الحصار عن المناطق المحاصرة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق المعتقلين على أن تضمن أمريكاوروسيا تنفيذ هذه البنود. وأشارت المصادر إلى أن الائتلاف يرفض مشاركة طهران على طاولة جنيف2 الأمر الذي يجري بحثه من قبل الأطراف الراعية. وتشير المعلومات إلى أن واشنطنوموسكو عازمتان على تمرير انعقاد المؤتمر عبر الضغط على جميع الأطراف، من خلال صفقة تتيح التوصل لاتفاق قد لا يرضي المعارضة السورية ولا حتى الأسد وداعميه إلا أنه قد يكون بمثابة خارطة طريق للحل، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة للخروج من الحرج بعد تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في سوريا. من جهته، أكد القيادي في الائتلاف السوري محمد السرميني ل «عكاظ»، أن الائتلاف مع الإسراع بعقد جنيف2، لكنه ضد التسرع، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي ووقف القتل بحق الشعب السوري، لكنه ليس مع التسرع بالوصول إلى اتفاق على حساب تضحيات الشعب السوري ودمائه. وأضاف أن هناك شروطا للائتلاف منها الالتزام بنتائج جنيف1، والتأكيد على أن بشار الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا. وحول ما يتردد عن وجود تغيير في الموقف الروسي بشأن مصير الأسد، قال السرميني إنه لا تغيير مرئيا حتى الآن، لكن هناك بعض الأخبار التي تصل من وسطاء حول استعداد روسي للبحث في مصير الأسد، موضحا أنه خلال الاجتماع الأخير مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، أكد أنه لا شروط مسبقة.