حسم مبعوث الجامعة العربية والأممالمتحدة الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التردد في انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بين النظام السوري والمعارضة المتمثلة بالائتلاف، مؤكدا أن 22 يناير (كانون الثاني) المقبل هو الموعد النهائي لانعقاد المؤتمر. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان «إن الأمين العام سيعقد مؤتمر جنيف حول سوريا في (مدينة) جنيف يوم الأربعاء في 22 يناير، ليحمل إلى طاولة التفاوض الحكومة السورية والمعارضة للمرة الأولى منذ بدء النزاع». وأكد بيان الأممالمتحدة أن الهدف هو تشكيل «حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة بما في ذلك بشأن الأجهزة العسكرية والأمنية، على أساس تفاهم متبادل». أما الإبراهيمي فدعا في مؤتمر صحافي في جنيف «الحكومة السورية والمعارضة إلى عدم الانتظار إلى حين عقد المؤتمر»، داعيا النظام إلى «تقليل العنف والإفراج عن السجناء والمعتقلين بكافة أشكالهم». وأضاف أن المجتمعين لازالوا بصدد مناقشة القائمة النهائية للمشاركين وسيجتمعون مرة أخرى في 20 ديسمبر، وسيكون الاجتماع الأخير لهم قبل المؤتمر «جنيف 2». من ناحيته وصف وزير الخارجية الأمريكي مؤتمر «جنيف 2» بأنه سيكون «أفضل فرصة» لتشكيل حكومة انتقالية جديدة في البلد المضطرب وإخراجه من أزمته. وقال كيري إن المؤتمر يهدف إلى «إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلا، تحتاج سوريا إلى قيادة جديدة». ولم يكشف كيري صراحة عن قائمة المدعوين إلى المؤتمر. ورغم إعلان موعد انعقاد «جنيف 2»، إلا أن ثمة قضايا أساسية لم يتم حسمها، منها مصير الأسد في هذه العملية الانتقالية والدول المشاركة في المؤتمر، إذ تصر المعارضة على عدم وجود طهران في هذا المؤتمر، معتبرين أنها شريك النظام في قتل الشعب السوري. وفي السياق قال دبلوماسيون غربيون في بيروت وعمان ل «عكاظ»، إن بعض الصعوبات تم تذليلها حول انعقاد جنيف 2، وأن موعد الثاني والعشرين من يناير المقبل يعد مناسبا لمختلف الأطراف. وأضافت المصادر، أن الموعد الجديد جاء نتيجة إصرار أمريكي روسي على عقد المؤتمر في يناير، للاستفادة من الأجواء الدولية التوافقية لتحقيق اختراق في الملف السوري والتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية السورية. وأكدت أطراف في الائتلاف السوري ل «عكاظ»، أن المعارضة السورية تبحث عن ضمانات قبل انخراطها في أية مفاوضات يكون النظام السوري طرفا فيها. واعتبر المعارض السوري رئيس الكتلة الوطنية مصطفى كيالي، أن الظروف لم تنضج بعد لضمان نجاح جنيف2، متوقعا أن يلجأ النظام إلى التصعيد خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن إيران المنخرطة في المعركة ستحاول اللعب على موضوع اختبار الأشهر الستة بعد التوصل إلى خطة عمل حول الملف النووي. ورأى أن القول بأن إيران ستسهل انعقاد جنيف2 هو احتمال مشكوك فيه لأنها «تتبع تكتيكات لتغيير الموازين على الأرض» وهي بالتالي «ستعود لنكث تعهداتها». وأفادت مصادر «عكاظ» أن وفد الائتلاف سواء في جنيف أو موسكو يسعى للتوصل إلى اتفاق حول مقتضيات جنيف1 وخصوصا البند المتعلق بتشكيل جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، والضغط على النظام للشروع بتنفيذ خطوات إنهاء الحصار عن المناطق المحاصرة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق المعتقلين على أن تضمن أمريكا وروسيا تنفيذ هذه البنود. وأشارت المصادر إلى أن الائتلاف يرفض مشاركة طهران على طاولة جنيف2 الأمر الذي يجري بحثه من قبل الأطراف الراعية. من جهته، أكد عضو المجلس الوطني السوري محمد السرميني ل «عكاظ»، أن الائتلاف مع الإسراع بعقد جنيف2، لكنه ضد التسرع، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي ووقف القتل بحق الشعب السوري، لكنه ليس مع التسرع بالوصول إلى اتفاق على حساب تضحيات الشعب السوري ودمائه. وأضاف أن هناك شروطا للائتلاف منها الالتزام بنتائج جنيف1، والتأكيد على أن بشار الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا.