أثار القرار الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم بإعادة الاختبارات التحريرية في المرحلة الابتدائية الكثير من ردود الفعل الإيجابية التي رحبت بهذا الأمر، واعتبر معلمون وطلاب أن القرار سيساهم في تفعيل التحصيل الدراسي والاهتمام من جانب منظومة المدرسة والأسرة. وكان نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد عبدالله السبتي أصدر قرارا لجميع إدارات التربية والتعليم بمختلف المناطق والمحافظات تضمن التأكيد على إجراء الاختبارات التحريرية في المرحلة الابتدائية، على أن يتولى المعلمون بالصفوف من الثاني إلى السادس بإجراء اختبارات تحريرية لا تقل عن ثلاثة اختبارات أحدها في نهاية الفصل الدراسي، وذلك في جميع المواد الدراسية ما عدا القرآن الكريم والتربية البدنية والتربية الفنية. وفي هذا السياق أوضح الدكتور سعيد الأفندي عميد كلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن تفعيل وعودة الاختبارات التحريرية يعني أن الطالب يعمل بجد أكبر واستعداد لأنه في هذه الحالة سيواجه امتحانات تختبر مدى قدرته على فهم واستيعاب المواد الدراسية. فيما بين الدكتور حسان بصفر أستاذ الإعلام والاتصال في جامعة المؤسس بأنه لا بد أن تكون هناك توأمة بين التقويم المستمر وعودة الاختبارات التحريرية بحيث تتحقق أقصى درجات الفائدة للطلاب الذين هم في الأساس محور العملية التربوية والتعليمية، منوها بأن ما يميز نظام الاختبارات التحريرية هو أنه يجعل الطالب في حالة استعداد طوال فترة العام الدراسي وينشط للتفكير والتحصيل، ولفت بصفر إلى ضرورة تفعيل النشاط اللاصفي ليتواكب مع الصفي وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر إيجابيا على جميع الطلاب خاصة إذا ما استثمرت مهارات الطلاب في هذا الخصوص. وبدأ إبراهيم منديل أحد أولياء الأمور حديثه بتأييده للقرار معتبرا أنه سيكون فيه الكثير من إعادة التأهيل للمنهج الدراسي وهو ما يعني أن الطلاب ستعود للاستذكار بشكل جيد ومكثف، مضيفا أن طلاب المرحلة الابتدائية يحتاجون لزيادة معدل الاختبارات التحريرية وذلك لأنهم مايزالون في بداية حياتهم الدراسية فيحتاجون جرعة كافية من الاختبارات والتي تجعلهم يستذكرون دروسهم باستمرار. من جانبه، قال عبدالرحمن المالكي بأن القرار يساعد بلا جدال في التطوير الإيجابي للعملية التربوية والتعليمية إذ إن ميزة الاختبارات التحريرية عادة تسعى إلى معرفة حجم المعلومات التي تحصل عليها الطلاب أثناء دراستهم وهي بمثابة معيار ومؤشر من خلاله يقيس المعلم والأسرة مدى استيعاب أبنائهم. واعتبر الطالب عبدالعزيز الشهري الذي يدرس في الصف السادس الابتدائي أن نظام الاختبارات التحريرية يجعل الطالب في حالة استذكار دائمة وعلاقة مترابطة مع المنهج الدراسي، مضيفا أن هذا الأمر سيزيده حماسة للاستذكار وتحصيل أعلى الدرجات. فيما ذكر الطالب أحمد سعيد (وهو طالب بالصف الخامس الابتدائي) أن زيادة معدل الاختبارات التحريرية يعني أن الطالب عليه أن يتحمل ضغطا كبيرا في استذكار دروسه طوال العام الدراسي لأنه سيمر بمرحلة اختبارات متعاقبة ويستلزم لتحصيل أعلى الدرجات أن يكون متوثبا وجاهزا لأي اختبار منها. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي في إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالمجيد الغامدي بأن هذا القرار لم يصدر إلا بعد دراسة تؤكد أهمية إجراء الاختبارات، مضيفا أن هذا القرار من شأنه أن يعود بالنفع والإيجاب على التحصيل المعرفي للطلاب ويساعدهم في العملية الدراسية. الجدير بالذكر أن التوجيه الوزاري تضمن تولي مديري المدارس الإشراف على تطبيق الاختبارات التحريرية ومتابعة نتائجها وآلية رصدها وتحليلها وفق المعمول به في نظام نور، ووضع البرامج العلاجية للطلاب والطالبات، ويتولى المشرفون التربويون متابعة المدارس في تطبيق الاختبارات التحريرية وتحليل النتائج، والبرامج العلاجية المقدمة للطلاب والطالبات.