أكد رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري هيثم المالح، ل «عكاظ»، إن الهوة كبيرة بين موقف ورؤية المعارضة التي تريد التحول بسوريا نحو دولة ديموقراطية يتمتع فيها الشعب بكل حقوقه، وبين رؤية النظام الذي يريد التشبث بالحكم والبقاء بأي ثمن. وأكد أن المعارضة تريد دعما عربيا لإسقاط النظام، إذ أنها لم تعد تعول على الموقف الدولي في هذا الشأن. وأضاف «لن تقبل بأن يفرض النظام أجندته على مفاوضات جنيف أو أن يقرر مستقبل الدولة السورية»، مشيرا إلى أن المعارضة لا تثق في أن نظام أقدم على تدمير دولة وقتل عشرات الآلاف وشرد الملايين، سيقدم على حل سياسي يقوم بموجبه بتسليم السلطة. وأفاد المالح أن النقاش مع المسؤولين في مصر والجامعة العربية تطرق إلى أوضاع اللاجئين السوريين في الدول العربية، معربا عن أسفه أنه لم يعد مرحبا بهم وهي مسألة تزعجنا. وفيما يتعلق برؤيته للموقف الروسي، قال «نحن لا نعول كثيرا على موقف روسيا، وندرك تماما أنها حليف استراتيجي لنظام الأسد، مضيفا أن كل ما جرى في موسكو هو استقبل رسمي لوفد الائتلاف، لكننا لم ولن نقبل بأية إملاءات روسية، إذ نثق بأنها تتبنى موقف النظام تماما، وتعطي الأولوية لما تسميه بمكافحة الإرهاب وتتغاضى عن ممارسة نظام الأسد لأبشع صور الإرهاب. واتهم المالح موسكو بالسعي إلى تمييع الموقف والالتفاف على ثورة وإرادة الشعب السوري لفرض الاستسلام على المعارضة لكن هذا لن يحدث أبدا، معتبرا أن محاولتها للحديث عن مكافحة الإرهاب ينبغي أن يكون موجها للنظام الذي يمارس كل أشكال الإرهاب. وحول مطالب المعارضة من الدول العربية، قال نحن نريد دعما وموقفا عربيا للمساعدة في الإطاحة بهذا النظام ولا نثق بأي حل سياسي، ونستغرب أن الدعم العربي لا يقارن أبدا بما تقدمه روسياوإيران لنظام الأسد، إذ فتحت الأولى خزائن سلاحها بلا حدود، فيما أعلنت إيران دعما قيمته 12 مليار دولار إلى جانب نصف مليار شهريا بجانب التواجد الميداني لقوات من الحرس الثوري وقوامها 60 ألف مقاتل تحت مسميات مختلفة. وأعرب المالح عن أسفه أن دولا عربية لا تتوانى عن دعم هذا النظام، متهما حكومة نوري المالكي بتقديم كل أشكال الدعم للأسد، ومنها فتح حدودها لتدفق السلاح القادم إليها من إيران عبر أراضيها، بجانب السماح بدخول المقاتلين الإيرانيين والعراقيين للأراضي السورية. وأضاف «نحن نريد دعما بالمال والسلاح لتحقيق توازن ميداني مع النظام ولا يليق ألا يصل الدعم العربي إلى أي درجة من المقارنة مع الدعم الذي يتلقاه النظام»، مشيرا إلى أنه جرى الحديث مع الأمين العام للجامعة العربية مرارا بألا يدع العرب الثورة السورية تأخذ المزيد من الوقت أكثر من ذلك حتى لا تنفلت الأمور، لأنه إذا حدث ذلك فلن يستطيع أحد أن يتحكم بها.