أكد أمين عام الائتلاف الوطني السوري بدر جاموس، أن المعارضة لن تقبل في «جنيف 2» بتنحي بشار الأسد والخروج الآمن لنظامه. وأوضح أن زيارته ونائبي رئيس الائتلاف إلى موسكو لم تحدد بعد، إلا أنه أفاد أن هذه الزيارة بمثابة المحاولة الأخيرة لتغيير الموقف الروسي من الأزمة السورية. وأضاف في حوار ل«عكاظ» أن روسيا دولة مهمة في الأزمة السورية، وسنذكرها بواجبها الأخلاقي حيال ما يجري في سوريا، لافتا إلى أن على الروس أن يدركوا أن الأسد لم يعد له مستقبل سياسي بعد كل هذا الحجم من الدم والتدمير. وحول من يمثل وفد المعارضة في «جنيف 2»، رأى جاموس أن ذهاب وفد المعارضة بوجود هيئة التنسيق، نوع من تفتت قوى المعارضة، لافتا إلى أن الائتلاف لم يتواصل مع أية شخصية في هيئة التنسيق، من أجل الاستعداد ل«جنيف 2». ورفض أمين عام الائتلاف وصف الجيش الوطني بالصحوات، معتبرا أن أمراء الحرب في الداخل هم من أطلقوا هذه التسمية، لأن توحيد الكتائب المقاتلة في الداخل من شأنه أن يقلص وجودهم.. فإلى تفاصيل الحوار: أعلنت الحكومة عن تشكيلتها.. ولم نر ما تقوم به على أرض الواقع.. ما تعليقكم؟ - مازالت الحكومة في طور التنظيم وبحث جدول أعمالها، ففي الاجتماع الأخير مع رئيس الحكومة الدكتور أحمد طعمة، تم بحث آليات العمل في المرحلة المقبلة وكيفية عمل الحكومة، والهيئات التابعة لها، خصوصا الصحة والتعليم، وما هي برامج عمل وزراء الحكومة. قيل إن وزارة الداخلية آلت لوزير الدفاع أسعد المصطفى والصحة والتعليم إلى رئيس الحكومة ونائبه.. هل هذا يعني أن وزير الداخلية سيأتي في المرحلة المقبلة؟ - لا بالطبع.. فهذا التكليف مؤقت إلى حين اجتماع الأمانة العامة المقبل، ومن ثم يتم اختيار الوزراء لهذه الوزارات، لكن في كل الأحوال فإن هناك هيئات تقوم بعملها التعليمي والصحي في الائتلاف، وهي تستمر في تأدية عملها بإشراف رئيس الحكومة ونائبه، على سبيل المثال، فإن الهيئة التعليمية التابعة للائتلاف مستمرة في طباعة الكتب المدرسية وتوزيعها على مدارس اللاجئين في الأردنولبنانوتركيا. التقيتم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مطلع الشهر الجاري وتأملون بزيارة إلى روسيا.. هل من أمل تتعلقون به حول الموقف الروسي من الأزمة؟ - الكل يعلم أن روسيا من الدول المهمة في العالم، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بالأزمة السورية، فأنا زرت روسيا في أغسطس (آب) 2011، وتحدثت معهم بكل وضوح وصراحة أن المطلوب منهم أن يكونوا على الحياد، وأصدقاء للشعب السوري وليس للنظام، ولكن حقيقة لم نحصل على نتائج ولم يتغير الموقف الروسي، ونريد أن نقنعهم بضرورة الوقوف على الحياد، وعلى وجه التحديد تذكيرهم بالجانب الإنساني للأزمة السورية، في المعضمية وريف دمشق والقلمون، ونذكرهم بالمسؤوليات الدولية والأخلاقية لهم. علهم يدركون هذه المرة أن بشار الأسد بات خارج مستقبل سوريا، وأن يكونوا فعلا أصدقاء للشعب السوري. إيران والنظام إذا كنتم مازلتم تعولون على تغيير الموقف الروسي.. فلماذا أغلقتم الباب مع إيران وهما في ذات الخط؟ - الأمر مختلف ما بين الحالتين الروسية والإيرانية.. إيران تشارك النظام بالرجال والعتاد والمال، وهم يقاتلون إلى جانب النظام السوري، فالضباط الإيرانيون هم من يديرون معظم العمليات العسكرية في سوريا.. والدليل على ذلك تشييع القيادي في فيلق القدس محمد جمالي منذ شهر تقريبا.. فهم يقاتلون على الأرض كما هو النظام.. لذا فإن الحديث مع الإيرانيين لا يختلف عن الحديث مع النظام.. والحديث معهم ممكن في حال كان هناك معطيات إيرانية جدية في تغيير موقفها، ومن أبرز هذه المعطيات سحب الميليشيات المقاتلة التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله.. ووقف إمداد النظام بالسلاح اليومي. لكن البعض يرى موقفكم من إيران تابع للمواقف الإقليمية.. ما رأيكم؟ - على الإطلاق هذا ليس صحيحا.. الائتلاف ينتهج سياسة مستقلة وليس خاضعا لأي إرادة دولية، صحيح أن هناك ضغوطا دولية، لكن الائتلاف لا يستجيب بالضرورة لهذه الضغوط.. وهذا ما بدا واضحا من خلال اختيار رئيس الحكومة واتخاذ قرار الذهاب إلى «جنيف 2» بشروط.. هذه كانت إرادة الائتلاف بمعزل عن الضغوط. الأغلبية مع عدم وجود إيران في «جنيف 2» إلا إذا اعترفت بحقوق الشعب السوري في نيل حريته وانتخاب قيادته بعد أن تقوم بسحب قواتها والقوات التابعة لحزب الله الذي يأتمر بأمرها.. حين تبدي إيران حسن النية تجاه الثورة السورية، عندها يمكن الحديث عن وجودها في «جنيف 2». مظلة الائتلاف يوما بعد يوم يقترب انعقاد «جنيف 2»، هل تواصلتم مع هيئة التنسيق لبلورة موقف المعارضة؟ - لم نتواصل مع أي طرف من هيئة التنسيق، وحسب قرار الجامعة العربية، فإن المعارضة ستمثل برئاسة الائتلاف الوطني السوري، ولكن إذا كان هناك من يريد أن ينضم تحت مظلة الائتلاف فإن هذا يعود إلى الأمانة العامة. لكن الأخضر الإبراهيمي ذهب إلى دمشق والتقى ممثلي هيئة التنسيق ودعا إلى ذهاب المعارضة بوفد موحد.. ما قولكم؟ - فليقل الإبراهيمي ما يريد، لكن نحن في الائتلاف لدينا ثوابتنا التي نعبر بها عن توجهات أغلبية الشعب السوري، ربما تمثل هيئة التنسيق بعض السوريين في الداخل، لكن الذهاب بوفد من الطرفين، من وجهة نظري بعثرة لقوى المعارضة وتشتيت لها.. لا نقبل الضغط على المعارضة بهيئة التنسيق.. إما أن يكون الوفد من الائتلاف أو لا يكون، لأن وجود أكثر من وفد سيفتح الباب أمام الانقسامات. لكن هذا انفراد بالرأي وتجاهل الآخرين المعارضين.. أليس كذلك؟ - نحن لن نذهب إلى جنيف لنتسلم السلطة، ولا نريد ولا نسعى للمناصب.. نحن ذاهبون لنقل السلطة إلى الشعب السوري وليس إلى الائتلاف، تحت هيئة حكم انتقالية ومن بعد ذلك تجرى انتخابات تحدد مصير الشعب السوري، ولتكن نتيجة الانتخابات حينها في صالح هيئة التنسيق المقبلة.. أما أن تذهب كل هذه الوفود إلى «جنيف 2» فهذا تفتيت للجهود. لكن هناك مشاورات روسية - أمريكية مع هيئة التنسيق؟ - فلتعقد كل من روسيا وأمريكا وهيئة التنسيق مؤتمر «جنيف 2» وتحل الأزمة من دون وجود الائتلاف.. هل يستطيعون حل الأزمة السورية؟. لنفرض أن «جنيف 2» عقد.. وانتهى بوقف الحرب وسحب المظاهر المسلحة.. هل لدى الائتلاف الوزن على الأرض لتحقيق مخرجات جنيف؟ - دعني أقول لك إنني التقيت قبل أيام قليلة ممثلين للفصائل المقاتلة، وتم الاتفاق معهم أننا لن نوقع على أي شيء في جنيف بدون التنسيق مع هذه الكتائب، وسيكون وفد منهم ممثلا في «جنيف 2»، وأود أن أقول إن الثوار عندما يرون في «جنيف 2» ما يقدم لهم الحل وينهي الأزمة فإنهم سيوقفون كل مظاهر التسلح.. هؤلاء خرجوا من أجل إسقاط النظام وبمجرد التخلص من هذا النظام لن يكون هناك أي مظهر للعنف. أصحاب قضية بكل صراحة.. لماذا يذهب الأسد إلى جنيف ويسلمكم السلطة.. وهو الذي دمر البلد وراح ضحية الأزمة أكثر من 200 ألف شهيد، إضافة إلى تدمير نصف المحافظات.. هو فعل كل هذا من أجل السلطة فلماذا يسلمها، خصوصا أن قواته تتقدم؟ - أبدأ من حيث انتهى السؤال.. قوات الأسد لا تتقدم كما يصورها الإعلام، وما يجري لن يغير من مسار الثورة في شيء، نحن أقوى من النظام على المستوى العالمي.. العالم كله يؤيد موقفنا لأننا أصحاب قضية.. صحيح أن الغرب لا يريد لأحد الأطراف أن ينتصر وبقاء الحال على ما هو عليه، لكن مسار الأزمة في صالح المعارضة.. الأسد لن يسلم السلطة طوعا، لكنه سيسلمها بضغط أمريكي - روسي.. فالعالم كله يريد حل الأزمة السورية، ومن هنا فإن الحل يمر بتنحي الأسد.. وهذا ما يأخذنا إلى «جنيف 2». لو خرج «جنيف 2» بما يلي.. تنحي الأسد وخروج آمن له ولنظامه.. ماذا سيكون موقفكم؟ - حقيقة هذا سؤال تصعب الإجابة عليه.. لكن في النهاية هو قرار وطني وقرار القوى على الأرض.. لا يمكن لأحد أن يأخذ القرار بالنيابة عن عائلات الشهداء.. لقد تلطخت أياديه بالدم السوري ومن الصعب نفاد مثل هذا الاقتراح. إلى أين وصلت مساعي الجيش الوطني.. لم نسمع عنه بعد ردود الفعل على أنه «صحوات عراقية»؟ - حقيقة لقد فهم الكثير مفهوم الجيش الوطني بشكل خاطئ وتناولته وسائل الإعلام على وجه السرعة دون تمحيص أو عقلانية هادئة، وخصوصا ما ذكرته على أنه «صحوات»، وتم استغلال هذا من قبل كثيرين في الداخل، خصوصا من أمراء الحرب الذين لا يريدون للجيش الحر أن يتوحد.. ومع ذلك فنحن نسعى اليوم إلى توحيد الكتائب المقاتلة على الأرض تحت قيادة الأركان، وبالفعل بدأ وزير الدفاع الاطلاع على ما يجري في الداخل من أجل لم شمل كل القوى المقاتلة.. وليختار العسكريون الاسم المناسب جيش وطني.. إسلامي.. عندما تتوحد الكتائب لا أهمية للاسم.. سيصبح أمرا شكليا.. كل ما نسعى إليه الآن وحدة الكتائب المقاتلة.. وربما قرأتم أخيرا توحيد 7 كتائب مقاتلة، على أمل أن تكون مقدمة لباقي التشكيلات المقاتلة. كيف تقرأون الموقف السعودي؟ - أقول لك بصراحة، لا أحد يقدر على زعزعة علاقة الثقة بين الائتلاف والمملكة العربية السعودية، نحن نعرف حقيقة الموقف السعودي من الأزمة السورية، ولا نستمع للروس في هذا الإطار، المملكة حريصة على مصلحة الشعب السوري ونحن نقدر هذا الحرص.. وربما الكل رأى حجم الدعم السعودي للاجئين سواء في لبنان أو الأردن أو تركيا.. ونحن نتطلع لعلاقة استراتيجية بين البلدين بعد سقوط الطاغية.