«الحاجة أم الاختراع» على هذا المثل تستند فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في ابتكاراتهم الهادفة إلى خدمة فئتهم والمشاركة في المنافسات العالمية لرفع اسم المملكة وتحقيق الإنجازات، مؤكدين أن حاجتهم كانت الدافع والحافز لابتكار بعض الحلول التي تساعدهم. ويقول المخترع خالد بن ضيدان المطيري الحاصل على المركز الأول بالمعرض الأول لاختراعات خدمة المعوقين وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، إن إعاقته مكنته من اختراع 10 ابتكارات كرمت أغلبها عالميا، منها دراجة كهربائية تعمل بسرعات متفاوتة لتحريك أرجل المعوق أو المصابين بالجلطات، وهي سهلة الفك والتركيب ويمكن نقلها من مكان إلى آخر وغير مكلفة ماديا، وهذا الابتكار يساعد المعاق حركيا من التنقل بسهولة وأتمنى أن يجد من يرعاها ويتبناه. وتقول المخترعتان لمى ولنا نبيل الغازي الحاصلتان على المركز الثاني باختراع «لا يمسه إلا المطهرون» لولا الله ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعمه للمبتكرين والموهوبين وجمعية إبصار في دعم اختراعنا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، حيث فاز ابتكارنا بالمركز الثاني على مستوى المملكة في مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في مجال الابتكار، ووفقنا في تحقيق المركز الثاني بمعرض اختراعات المعوقين، وذكرت لمى ولنا أن الاختراع يستخدم البلاستيك بدلا من الورق في المطبوعات المكتوبة بطريقة «برايل» للمكفوفين بهدف التقليل من تكلفتها الباهظة، وعدم طمس أحرفها البارزة مع كثرة الاستخدام مما يؤدي إلى التحريف خاصة إذا كان كتاب الله (القرآن الكريم)، وذلك لأن البلاستيك لا يتحلل مع مرور الزمن ولا يطمس وبما أن المملكة من أكبر الدول المصدرة للبترول والبلاستيك من مشتقاته فيمكن تقليل سعر هذه المطبوعات كما يمكن للدولة أن تصدره إلى جميع دول العالم. ويوضح أويس عبدالرحيم كنسارة وعبدالعزيز طلعت اللامي الحاصلان على المركز الثالث بابتكار النظام الذكي لمتحدث الإعاقة، وهو عبارة عن نظام ذكي متكامل لذوي الاحتياجات الحاصة بما فيهم المكفوفون وذلك لإتاحة العديد من الميزات والاحتياجات التي يعانون من النقص فيها، مثل إتاحة دليل يسهل لهم السير وذلك عن طريق تطبيق إلكتروني للجوال وتأمين المواقف الخاصة بهم عن طريق بوابات إلكترونية مغلفة تفتح آليا وإشعارات اهتزازية وصوتية من الجوال في حال اقتراب المعوق أو مواجهته لأجسام معيقة، وإشعارات ورسائل تنبيهية لجميع من يحيط بالشخص المعوق أو الكفيف تفيد بوجوده في المنطقة ومزودة بمعلومات عن حالته. فيما كان اختراع أروى عبداللطيف طالبة الثانوية «القلم المبدع للمعاقين» وهو عبارة عن كف مزود بقلم، وتقول عن ذلك «كرمت عالميا وحصلت على العديد من الجوائز العالمية وعلى منحة دراسية من إحدى الشركات الإيطالية بالخارج وحصلت على مراكز متقدمة في مسابقة الابتكار الصينية والمركز الرابع في مسابقة موهبة التي نظمتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ولكن ينقصني أن يطبق مشروعي على أرض الواقع خاصة أنه يستهدف الأطفال الذين لا توجد لهم أطراف أصابع»، مشيرة إلى أنها استلهمت فكرة الاختراع برؤية صورة لطفل معوق أثناء المشاركة في حفل بجمعية الأطفال المعوقين. مهند جبريل أبو دية شارك بالمعرض بحقيبة ريادة الاختراع «فرصتك الحقيقة لإضافة تغيير للعالم» حيث اخترع ما يقارب 10 اختراعات وصلت للعالمية، وأوضح أنه قصد من هذا الكتاب تمكين الآخرين الاستفادة منه كدليل للتعرف والتدريب على مهارات الاختراع وريادة الأعمال من الألف للياء وتجهيز أي مبتكر للحصول على الرخصة الدولية لريادة الاختراع والتي تضمن احترافه للعالم لريادة المخترعين والمبتكرين». مهند ابن الإعلامي جبريل أبو دية أصيب بالعمى جراء حادث سيارة سير ولم يثنه ذلك من تكملة اختراعاته. فيما ابتكر الطالب خالد أحمد عطيف «جهاز سترة للمكفوفين»، موضحا أن الجهاز يساعد المكفوف على المشي في الشوارع والطرقات بشكل طبيعي دون مساعدة الناس، كما يعمل على إعطاء إنذارات عند الاقتراب من إي جسم أو إنسان أو حتى الحجر الصغير أو عند صعود الدرج أو النزول، ويقوم بميزة مهمة جدا بتنبيه كثير من المكفوفين عند الاقتراب من الحفر والانخفاضات، وأحيانا يكون المكفوف لا يسمع ولا يرى وفي هذه الحالة يكون عمل الجهاز بفصل الصوت وإعطاء اهتزازات في كتف السترة، وقال «خطرت الفكرة عند سماعي لقصة في الكلية لدكتور كان مكفوفا وسقط من الدرج وبذلك عملت تجارب في معهد النور للمكفوفين قبل أن يكتمل الاختراع». كما ابتكرت الطالبة نورة سعد حسين الشمراني ابتكارا يساعد المشلولين وأسمته «كرسي أخي»، حيث فاز ابتكارها في مسابقة الأولمبياد الوطنية بالمركز السادس وتأهلت بابتكارها دوليا، وتوضح «حصلت لنا معاناة في المنزل بسبب تعرض أخي لعدة عمليات جراحية في الرأس أدت إلى فقدان الحركة والأطراف، حيث اتضح أن جميع العروق مقفلة ويصعب تحرك الدم من خلال الدورة الدموية، مما أدى إلى البحث عن من يقوم بعملية مساج للجسم وبعد نحو أسبوع وجدنا فرقا كبيرا في التحسن للحالة»، والاختراع عبارة عن كرسي أرضي متنقل له أحزمة تساعد على تثبيت جسم المريض وعدم تقوس العمود الفقري وتثبيت المريض أطول وقت ممكن في وضعية مناسبة لحالته، وعند جلوس المريض وقتا طويلا يمكنه ضغط زر مؤقت في الدائرة الكهربائية ويمكن تشغيل جهاز مساج بتحديد الوقت المرغوب، وعند إفراغ البطارية من الشحن تتم إضاءة الأحمر أوتوماتيكيا، كما يساعد الكرسي في تحريك الدورة الدموية وعدم تكتل الدم وتصلب العضلات مما يحسن حالته الصحية والحركية وعدم تدهور حالته بعد المعالجة الفيزيائية للمريض مما يساعده في التحسن النفسي والبدني، والهدف من الكرسي مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم، حيث توفر عملية المساج على أكمل وجه في المحافظات والمناطق». وتقول نجوى فراج الصاعدي «بحكم خبرتي في العمل في مسار التوحد والإعاقات النمائية فكرت أن أبتكر برنامجا تعليميا لأطفال التوحد تقدم فيه المادة التعليمية بناء على خصائص الطفل التوحدي ويهدف لتنمية القصور في عدد من الجوانب التي تمنع الطفل من الاندماج في المجتمع والعيش بصورة طبيعية، وهو يتميز بكونه برنامجا متكاملا خاص بالطفل التوحدي يهدف إلى تعليم الطفل وتنميته في المجالات التي يعاني من القصور فيها، ويضع الخطوط العريضة لكيفية تعليم الطفل ويفيد البرنامج أنه يعلم الطفل التوحدي المهارات التي يفتقدها بصورة تقنية جديدة، كما يعتبر مساعدا ومرشدا للأم في وقت يقل فيه الكادر المتدرب. وحازت الطالبة غيداء الهاشم على المركز السابع في مسار الابتكار على مستوى المملكة في مسابقة إبداع، حيث ابتكرت حافظة نقود ناطقة تخدم فئة المكفوفين وكبار السن، الذين يعانون من غشاوة في البصر، ويهدف إلى تقليل عمليات السرقة والتلاعب على المكفوفين، ويزيد قدرة المكفوف على المحاسبة بسهولة وثقة من دون وجود شخص يرشده، وأضافت «الابتكار عبارة عن حافظة مقسمة إلى 3 جيوب، كل جيب مسؤول عن فئة معينة من المبالغ (ريال، خمسة، عشرة)، تحتوي على دائرة إلكترونية ودائرة صوتية ومدخل سماعة هيدفون وسماعة خارجية (حسب رغبة المستخدم)، وبطارية 9 فولت وجهاز تحكم في مدى الصوت، وفوق كل قسم زر مسؤول عن صوت القسم، وتحتوي أيضا على لغة البرايل لترشد الكفيف على اسم القسم، ولو كان المكفوف متعلما أو غير متعلم يستطيع استخدام الحافظة لأنها تعتمد على الصوت، وعندما يريد المحاسبة يكبس على الزر المسؤول عن الفئة المطلوبة ويخرج صوت باسم القسم مثلا (قسم الريالات).