لم يجد أحد الشباب السعوديين المخترعين سبيلاً لإظهار إبداعاته سوى المشاركة في الفعاليات الكبيرة التي تقام في المجمعات التجارية، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة التي يصل من خلالها إلى الجمهور، في ظل عزوف الجهات المعنية عن تقديم المخترعين ودعمهم، ورغم ذلك لم يتوقف طموح الشاب مشعل الهرساني (25 عاماً) عند حد معين بل وصل إلى أمريكا وهناك تم الاحتفاء بابتكاراته وتبنتها جهات عدة وقدمتها للناس، وبناءا على ذلك تحصل على الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات الأمريكية، في وقت لم يحظ فيه حتى الآن بأي تقدير أو حفاوة من مؤسسات المجتمع المدني في السعودية. وتحدث المخترع الهرساني بحرقة شديدة شاكياً التهميش الذي طاله من قبل مؤسسات المجتمع المدني، وقال: "لم أجد دعماً حقيقياً لموهبتي إلا في الخارج، وكنت أتمنى أن أجد تحفيزاً داخلياً يمكنني من الإبداع بشكل أفضل وهذا هو الذي أطمح له"، مشيراً إلى أن "الدعم الداخلي غاب طيلة هذه السنين ولم يحضر إلا هذه السنة، وقد عرضت كثيراً من اختراعاتي في كثير من المناسبات إلا أنني أصاب بخيبة أمل عندما لا أجد أي دعم معنوي". وأضاف الهرساني "طموحي القريب في الداخل هو حصولي على جائزة خادم الحرمين الشريفين للموهوبين والمخترعين وقد شاركت فيها وأسأل الله أن يوفقني للحصول على الجائزة". بدأ المخترع الهرساني من مركز الأمير عبدالمجيد لرعاية الأطفال الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة، واختلط مع الأطفال منذ عام 2000 ميلادية، كما قام بابتكار أول لعبة شطرنج للمكفوفين في عام 2003، بعدها قدم سلسلة من الابتكارات من ذلك العام، وأشار إلى أن رصيده الحالي من الابتكارات يصل إلى أكثر من 20 ابتكار في المجالات الإنسانية والاجتماعية المختلفة. وحصل مؤخراً على لقب أصغر عالم عربي في عالم العلماء في العام 2009 من مسابقة جامعة الملك عبدالله، وفي عام 2008 على دكتوراه فخرية من جامعة دابلن بولاية كاليفورنيا الأمريكية تقديرا لاختراعاته لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اخترع هاتفا محمولا للمكفوفين (يوزع الآن على شكل برامج) ولعبتي شطرنج وبولينج إضافة إلى كراسي في الطائرات للمعاقين واختراع للعملة السعودية بطريقة برايل، كما حصل على الكثير من التكريمات الخارجية. وأوضح الهرساني أن بعض اختراعاته هدفها ربحي ليستفيد منها مادياً، كما أن هناك العديد من الاختراعات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ويوضح:" الاختراعات المتعلقة بهذه الفئة أرفض تماماً أن تكون ربحية، فهذه خدمة مني للمجتمع".