أنا مصاب بالفيروس الكبدي سي، وأتابع علاجي عند الطبيب المتخصص، أتساءل ما مدى صحة أن هناك أدوية جديدة ذات كفاءة عالية لعلاج الفيروس سي، وهل هي متوفرة في مراكزنا الطبية؟ أبو أحمد (جدة) بعرض السؤال على استشاري أمراض وزراعة الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الملك فهد بجدة ونائب رئيس الجمعية السعودية للجهاز الهضمي الدكتور عبدالله سعيد قزي الغامدي فقال: نعم هذا الكلام صحيح، ويوجد نوعان من الأدوية الجديدة التي أصبحت منذ أقل من سنة في مستشفياتنا التخصصية والمرجعية لعلاج المرضى الذين لديهم النمط الجيني الأول والذين يمثلون قرابة 26 % من مرضى الفيروس سي في مجتمعنا. وهذان العقاران الفمويان هما (تليبريفير وبوسبريفير)، ويقومان بتثبيط منطقة معينة في الفيروس تحد من تكاثره ويمكن اختيار أحدهما بإضافته لإبر الإنترفيرون وحبوب الريبافيرين ويسمى العلاج الثلاثي، وأثبتت الدراسات والتجارب أن نسبة الاستجابة في وجود أحد العقارين مع الإنترفيرون والريبافيرين ترتفع من 50 % إلى قرابة 70-80 % وهذا يمثل تطورا هائلا في مجال علم علاج الفيروس سي. وأخذهما يستوجب متابعة لصيقة لوجود بعض الآثار الجانبية التي يمكن السيطرة عليها في معظم المرضى أثناء العلاج. وفي 2013 م أي منذ قرابة الشهرين تم تدشين عقار فموي جديد والاعتراف به من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ويسمى (السميبريفير) وطريقة عمله تشبه العقارين السابقين وأيضا يستخدم في علاج النمط الجيني الأول مع إبر الإنترفيرون وحبوب الريبافيرين ويعطى في الثلاثة أشهر الأولى، وما يتميز به هذا العقار هو أنه يستخدم مرة واحدة بعكس العقارين السابقين، واللذين يستخدمان ثلاث مرات باليوم وتصل الاستجابة لهذا العقار إلى قرابة 80 %. أما العقار الأخير الذي أخذ هالة إعلامية كبيرة وهو يستحق ذلك وبجدارة فهو عقار (السوفوسبوفير) والذي تم الاعتراف به رسميا عن طريق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في السادس من ديسمبر 2013م وهذا العقار أحدث نقلة كبيرة في علاج الفيروس الكبدي سي ولجميع الأنماط الجينية وخصوصا النمط الرابع والذي يعتبر السائد في المملكة (60 % من المرضى) ويعتبر العقار الأول الذي يمكن استخدامه في مرضى الفيروس سي دون أخذ إبر الإنترفيرون وخصوصا في الأشخاص الذين لا يتحملون آثار الإبر الجانبية. وقد وجد في الدراسات أن إعطاء هذا العقار مرة واحدة باليوم مع علاج إبر الإنترفيرون وحبوب الريبافيرين ولمدة 12 أسبوعا تجعل الاستجابة تصل إلى 80 % في المرضى الذين لديهم تليف بالكبد وقرابة 90 % في الأشخاص الذين ليس لديهم تليف بالكبد. ولو تم إعطاء عقار السوفوسبوفير مع حبوب الريبافيرون بحيث يكون العلاج خالي من الإبر فإن الاستجابة في مرضى النمط الجيني الأول تصل إلى 76 % وفي النمط الجيني الثالث إلى 92 % إذا أعطي لمدة 24 أسبوعا في النمطين، بينما تصل الاستجابة في النمط الجيني الثاني إذا أخذ العقارين لمدة 12 أسبوعا إلى قرابة 88 %. وبالنسبة لعلاج النمط الجيني الرابع فقد كان هناك دراسة على 60 مريضا يحملون هذا النمط وأخذوا العقار الفموي لمدة 24 أسبوعا وكانت النتائج مبهرة حيث إن كل المرضى الذين لم يسبق لهم العلاج أبدوا استجابة كاملة أي بنسبة 100 % وكذلك حدث استجابة في 93 % من المرضى الذين لم يستجيبوا لعلاجات سابقة. طبعا نحن في انتظار هذا الدواء الجديد خلال الأشهر المقبلة لأن كثير من المرضى الذين لم يستجيبوا للعقار التقليدي والذين في قائمة الانتظار سوف يخضعون لهذا الدواء الذي سوف يزيد من نسبة الاستجابة. ويوجد الآن عقارات أخرى جديدة ذات كفاءة عالية للفيروس سي أثبتت جدارتها وفاعليتها وفي انتظار هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للاعتراف بها وإدخالها إلى الأسواق.