القدس تئن.. والمسجد الأقصى يدنس.. والإسرائيليون مستمرون في تهويد المقدسات.. واحتلال الأراضي الفلسطينية.. والمجتمع الدولي يدعم الجلاد الإسرائيلي ضد الضحية الفلسطيني. وبلا شك أن التحذير الذي أطلقه الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية في اجتماع لجنة القدس التي عقدت مؤخرا في مراكش؛ من أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من استفزاز مشاعر المسلمين، وتهويد وتقسيم المسجد الأقصى، تنذر بتفجير الوضع في المنطقة، وإشعال صراع ديني تتحمل إسرائيل مسؤوليته الكاملة، واتهام الرئيس الفلسطيني عباس في نفس الاجتماعات إسرائيل بتنفيذ تطهير عرقي ضد الفلسطينيين، لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات، يجعلنا نتوقف كثيرا أمام مستقبل قضية القدس والمسجد الأقصى التي كانت ولا تزال القضية الأولى للأمة الإسلامية وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي والحث على ضرورة تحرك المجموعة العربية والإسلامية في مجلس الأمن في إعادة إحياء القضية في الأروقة الأممية والتي همشت هذه القضية ووضعتها في أدراج النسيان بسبب دعمها الفاضح لتل أبيب وانتهاجها سياسة الكيل بمكيالين وارتمائها في أحضان الإسرائيليين الذين استفادوا من الانحياز الأمريكي لهم وضربوا بعرض الحائط جميع قرارات الشرعية الدولية بحق القضية الفلسطينية. إن تشديد الأمير عبد العزيز بن عبد الله على أن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بعودة مدينة القدس إلى السيادة الفلسطينية باعتبارها عاصمة فلسطين، رسالة مباشرة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لحمل إسرائيل على التقيد بقرارات الأممالمتحدة ومنعها من إجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني في مدينة القدس. وعلى الدول العربية والإسلامية أن تعي جيدا أن المخططات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى المبارك لإحلال هيكلهم المزعوم مكانه، مستمرة في الخفاء والعلن وعليهم مسؤولية سرعة تقديم الدعم المادي اللازم والمساهمة في حملات التبرع الشعبية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدعم القدس ووضع استراتيجية إعلامية تعمل على فضح المخططات والانتهاكات الإسرائيلية للقدس. وأخيرا على إسرائيل أن تفهم أن أي إجراء قانوني تتخذه بغرض تغيير طابع ووضع القدس ليس له أي شرعية قانونية وأن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وبدون تحقيق ذلك فإن الشعب الإسرائيلي لن ينعم بالأمن إطلاقا.