استغاث المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس الشريف بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سرعة التدخل لإنقاذ القدس من عمليات التهويد، ووقف استباحة المسجد الأقصى وإنقاذه من استهانة اليهود بقدسيته. وقال الحسيني في حديث ل «عكاظ»: «إن الملك عبدالله كان ولايزال، يضع القدس والأقصى في أولوياته، ولم يبخل إطلاقا في دعم صمود المقدسيين، مؤكدا أن المملكة لما لها من ثقل دولي، بوسعها الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف ما يجري في القدس من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين المشروعة. ودعا العالمين الإسلامي، والعربي لدعم صمود المقدسيين في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، والحفاظ على مدينة القدس والمقدسات الإسلامية، في ظل المخططات الإسرائيلية التي تسعى لطمس معالمها، وكبح ما يمارس من عبث يودي بها إلى التهويد وإملاء الإرادة العنصرية. وأردف الحسيني: إن ما يجري حاليا في محيط البلدة القديمة من القدسالمحتلة، والاعتداءات المستمرة، فضلا عن استهداف المسجد الأقصى، يندرج ضمن إطار عملية مبرمجة لتهويد المزيد من المقدسات الإسلامية والمسيحية. واستطرد : «ما يجري حاليا في محيط البلدة القديمة من القدسالمحتلة، وداخل باحات المسجد الأقصى، ينضوي تحت ما تضمره الدولة العبرية وأذرعها من قوات الاحتلال من تحوير مزيف يرمي إلى تآكل المزيد من المقدسات الإسلامية، وتحويلها إلى أماكن عبادة لليهود مثل ما حدث في الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح». ومضى مفسرا: إن سلطات الاحتلال وضعت القدس والأقصى تحت المجهر، وتعمل على نحو مجدول ومتسارع لتنفيذ مخططات التهويد، وطمس معالم المدينة المقدسة، مهيبا بنصرة القدس والمقدسات والشعب الفلسطيني في جميع مواقعه، وتحديدا في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، والتصدي للجماعات اليهودية المتطرفة، التي تحاول اقتحام المسجد الأقصى المبارك. واسترسل: «هذه اللحظات هي الأصعب في تاريخ المسجد الأقصى، الذي يتعرض فيها إلى اعتداءات عديدة، وهيمنة وسيطرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وجحافل المستوطنين». ووضع الحسيني على عاتق سلطات الاحتلال تبعات اتخاذ أية إجراء قد تعرض المسجد الأقصى المبارك للخطر، إذ أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام تلك الجرائم الإسرائيلية التي تحاول النيل من قدسيته. وطالب جامعة الدول العربية، لجنة القدس، منظمة المؤتمر الإسلامي، والمجتمع الدولي بكل دوله، قادته، منظماته، هيئاته، ومؤسساته الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتتوقف عن جرائمها الإرهابية ضد أرض الأنبياء ومهبط الرسالات ومهد الحضارات. مستنهضا الكيانات الإسلامية والعربية عقد مؤتمر طارئ لإنقاذ القدس. وبين محافظ القدس، أن الدفاع عن المقدسات يعطينا الحق المشروع في النضال، ملقيا بالمسؤولية على المجتمع الدولي في فرض موقف يلزم إسرائيل التي تتحدى الإرادة الأممية بخرق قرارات وانتهاكات تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، ومنها إجراءات الاستحواذ الأخيرة للمقدسات والأماكن التراثية الفلسطينية. وخلص إلى أن إسرائيل ترى نفسها دائما دولة فوق القانون، مطالبا الدول التي تدعي حرصها على السلام والأمن العالميين إلى لجم إسرائيل وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع الشعب الفلسطيني. وكان المحافظ الحسيني قد أطلع أمس الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور، أكمل الدين إحسان أوغلي خلال لقائهما في جدة على واقع المدينة المقدسة وما تعيشه من أحداث مؤلمة تنذر بالمزيد من معاناة المواطنين. حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين في المنظمة والقنصل العام الفلسطيني الدكتور عماد شعث.