حذر نائب وزير الخارجية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، من "إشعال صراع ديني في المنطقة" بسبب ما وصفها ب "الأعمال المشينة" للسلطات الإسرائيلية، وقال إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنه. وكان نائب وزير الخارجية ترأس وفد المملكة لاجتماع لجنة القدس التي دعا لانعقادها ملك المملكة المغربية رئيس لجنة القدس، الملك محمد السادس، وافتتحها أمس الجمعة في مراكش بحضور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووزراء ورؤساء وفد الدول الإسلامية الأعضاء في اللجنة. وأكد نائب وزير الخارجية، خلال كلمة المملكة التي ألقاها في الجلسة الوزارية مساء أمس ، موقف المملكة الدائم والثابت تجاه القضية الفلسطينية وجوهرها قضية القدس التي تتعرض من الاحتلال الإسرائيلي إلى التهويد وتغيير معالمها العربية والإسلامية والاعتداء على قدسيتها. وقال "نؤكد استمرار موقفنا الراسخ مع أبناء الشعب الفلسطيني من أجل إعادة حقوقه المشروعة بما فيها حق العودة للاجئين وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقاً للحدود المعترف بها لعام 1967م". كما أكد على "تمسكنا بالسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفق إطار مبادرة السلام العربية"، ودان "في الوقت نفسه سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها الغير قانونية بما في ذلك العدوان الإسرائيلي المستمر، والاحتلال والعقاب الجماعي الذي يعمق الاحتلال ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني"، واصفاً هذه الممارسات ب "انتهاكات" صارخة للقانون الدولي تتعارض مع محاولات إحياء عملية السلام. وشدد على أن "الترحيل القسري للسكان الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم، وتغيير المعالم التاريخية والحضارية، وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، وبناء الجدار العنصري لعزلها عن محيطها الفلسطيني، ومنع المصلين المسيحيين والمسلمين إلي أماكن عبادتهم بغرض تهويد المدينة المقدسة، لن يزيدنا إلا إصراراً على تمسكنا بالقدس كعاصمة لدولة فلسطين ونرفض أيه محاولة إسرائيلية للانتقاص من السيادة الفلسطينية على القدس الشريف وبأي شكل من الأشكال". وتابع بالقول إن "ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة من استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم، والتصعيد الخطير لسياساتها التي تهدف إلي تهويد وتقسيم المسجد الأقصى المبارك، والسماح لليهود بالصلاة داخل أسواره وفي ساحاته.. هذه الأعمال المشينة تنذر بتفجير الوضع في المنطقة وإشعال صراع ديني تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه". وذكّر نائب وزير الخارجية بأن جميع القرارات الإسلامية أكدت على أن قضية القدس تشكل جوهر قضية فلسطين التي هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وأن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بعودة مدينة القدس الشريف إلى السيادة الفلسطينية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين. وأكمل "إننا اليوم أمام منعطف تاريخي كبير أمام ما يجري في مدينة القدس الشريف، وإننا من هذا المنبر ندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسئولياته لاتخاذ التدابير اللازمة والفعالة لحمل إسرائيل على التقيد بقرارات الأممالمتحدة لمنعها من إجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني في مدينه القدس الشريف وإلزامها يوقف وإزالة جدار الظلم والفصل العنصري الذي تقوم ببنائه حول مدينة القدس، ورفع الحصار عنها، والتوقف عن هدم المنازل ومصادرة الهويات من المواطنين الفلسطينيين وتفريغ مدينة القدس الشريف من مواطنيها الفلسطينيين". وأضاف "إننا في المملكة العربية السعودية ومن منطلقاتنا الثابتة، وواجبنا في هذا الاجتماع التصدي وبحزم لما تتعرض له القدس في الآونة الأخيرة من انتهاكات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، هذا الوقع يتطلب منا جميعاً دعم متواصل للمؤسسات المدنية الفلسطينية لتمكينها من تأدية مهامها في انجاز المشاريع التنموية والمحافظة على الطابع العربي والإسلامي والحضاري لهذه المدينة المقدسة ولتعزيز صمود أهلها في مواجهه التحديات الإسرائيلية المستمرة لتهويد مدينة القدس". وأشاد الأمير عبدالعزيز بن عبدالله في ختام كلمته بجهود الملك محمد السادس كرئيس لهذه اللجنة التي تبذلها اللجنة لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنهم على يقين على بلورة خطة موضوعية لحماية هذه المدينة المقدسة. وكان الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز وصل إلى مراكش الليلة الماضية لترأس وفد المملكة في هذه اللجنة، وقد كان في استقبال سموه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المغربية الدكتور محمد البشر وأعضاء السفارة وعدد من المسئولين من وزارة الخارجية المغربية.