حمل الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور صادق بخيت التطرف مسؤولية ما بلغه الوطن العربي من تخلف، ورأى أن عام 1974 يمثل عام الفرص المتاحة والتحديات الجسام والعطاءات الثرة، والتناقضات الكبيرة، التي تراوحت بين التفاؤل البازغ واليأس المقعد، لافتا في ورقته عن «الحضارة وقضية التقدم والتخلف»، والتي ألقاها في ندوة القرين الثقافية بالعاصمة الكويت، أمس، إلى أن التطرف يعمي عن التقاطع مع انتقالات التاريخ الإنساني المتسارعة والعولمة برغم ما فيها من توتر درامي، واصفا ما تقدمه العولمة من مستحدثات متجددة بالمفقدة حركة الحاضر جميع فواصل الزمان والمكان، وقال: «إننا اليوم أمام مستوى متغير من الحراك التاريخي، تضيع مع سرعته معالم المراحل، ويتعذر على المتأني الوقوف للتأمل، متسائلا عن مستوى إنجازنا الحضاري، لقد كان التاريخ في الزمن الذي يمضي حقبا مديدة الآجال، أما الآن فسنجد أنه في كل منعطف هناك توتر بين أنظمة معاش جديدة تسيطر وأخرى قديمة تفارق الحياة، ونشهد أن العالم المتحرك في كل اتجاه تجتاحه عمليات العولمة بسلبها وإيجابها». ومن جهته، اعتبر المدير العلمي لماستر دولي في الدراسات العربية والإسلامية في برشلونة الدكتور مصطفى شريف أن العالم تغير في مدى 40 سنة الماضية بشكل كبير، إلا أن العالم الإسلامي لم يستطع معرفة إعادة ابتكار حضارة يتلاقى فيها القديم بالجديد، على الرغم من المكاسب والتطورات المحققة، لافتا إلى أن الاعتقاد بتفوق النموذج الغربي ساد منذ سقوط حائط برلين سنة 1989 من أجل التمكين لهيمنته، والتوجه نحو مسلك التزييف، مضيفا أنه جرت صياغة صورة المسلم على أساس تمثيلها لصورة العدو الجديد، المعارض لما يسمى الحضارة الغربية المبنية على الديموقراطية، والعلمانية، والليبرالية الاقتصادية والمفاهيم الغربية للحداثة أو التقدم، وذهب إلى أن أحداث 11 سبتمبر 2011، والعمليات المتطرفة الوحشية ساهمت بأثر بالغ في تغذية الدعاية المناهضة للمسلمين، مستغلة نقائصهم وتناقضاتهم، مؤكدا حاجة العرب إلى فكر سياسي جديد مستنير يتجاوز أطروحات الأصولية الدينية المتشددة الرافضة لكل تطور وانفتاح.