تنتظر 670 طالبة في ثانوية العارضة، بفارغ الصبر الانتهاء من الفصل الدراسي الأول، علهن يعدن بعد إجازة منتصف العام وقد تغير حال البيئة الدراسية، لينزاح عنهن خزان غاز، جاثم على صدر الطالبات منذ 19 عاما. وفيما تعتبر الطالبات والأمهات الخزان خطرا محدقا بكل من في المدرسة، يعتبرن حالة الصمت التي يتعرضن لها تدلل على تجاهل الحفاظ على حياتهن. وفيما تقترب إجازة منتصف العام، لا زال يسيطر الخوف على الطالبات اللاتي مضطرات في هذه الأيام تحمل العبء النفسي للاختبارات والعبء الآخر المتمثل في خطر الخزان، الذي يعتبر بالنسبة لهن قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أي وقت، مشيرات إلى أنهن كل صباح يداومن بعد أن يودعن أهاليهمن وكأن حياتهن ستنتهي بتلك المدرسة - حسب قولهن-. وأشارت إحدى الطالبات بالصف الأول ثانوي فضلت عدم ذكر اسمها إلى خطورة الخزان، وقالت: دائما نسمع بضرورة توفير وسائل السلامة في المدارس، ولكن يختلف الحال في مدرستنا، حيث وفروا لنا الخطر ووضعوه بينا في ساحة المدرسة، ولا نعرف متى يريدون إزاحته. وأردفت أخرى بأن ذلك الخزان الخاص بالغاز يكمن وسط ساحة المدارسة التي نخرج إليها في الفسحة، ونلتئم فيها خلال الطابور الصباحي فهو على مرأى الجميع من منسوبات المدرسة ولكن دون جدوى، كما أن العديد من المشرفات الخاصين بالتربية والتعليم زاروا المدرسة وشاهدن ذلك الخطر ولكن لن يتغير الحال مطلقا. ويتعجب محمد الجابري أحد أولياء الطالبات أن المدرسة التي أنشئت منذ عام 1417ه، لا زال الخزان باقيا داخلها حتى الآن، مسجلا تاريخا ببقائه 19 سنة، ولم يتغير موقعه ولم يفكر أحد في إبعاده على الأقل لافساح المجال أمام مساحة إضافية في فناء المدرسة. وأشارت أحد الأمهات إلى أنه سبق وتقدم أولياء الأمور بخطابات وشكاوي ولكن لم يجدوا أي رد أو تغير إيحابي، وها نحن نكرر المناشدة أن يبعدوا الخزان الأثري الذي بات يسيطر على مساحة كبيرة من الفناء، بلا سبب، لأنه ربما يتسبب في كارثة للطالبات. من جانبها أوضحت ل «عكاظ» ثريا الزنقوطي رئيسة الشؤون التعليمية مكتب التربية والتعليم بالعارضة أن الخزان تابع للمعمل وفارغ منذ ذلك العام ولا يشكل خطرا على الطالبات، كما أنه يوجد في مكان بعيد عن جلوس الطالبات، إلا أن الطالبات هن من يذهبن إليه، مشيرة إلى أن الطالبات كبيرات ويعرفن الخطر، ولكن بالرغم من ذلك رفعنا للإدارة التجهيزات وإدارة التربية والتعليم، وإدارة الدفاع المدني وأكثر من مرة يعدونا بالإزالة، كما أننا رفعنا خطابا أخيرا قبل فترة وقالوا إنه سيزال خلال الأسابيع القادمة.