ثمة حراك أو مباريات تدار بعيدا عن الملاعب، فيها من اللاوعي والعبث ما يجعل الحراك الرياضي على كف انهيار. بات الإعلام.. هو المحرك الرئيس لتيار أو فئات تسلقت الرياضة في لحظة وغفلة، أو اجتياح مالي، فأصبحت بهذا المال تسيطر على بعض الاستديوهات لتنفث سمومها، أو بعض الصفحات الرياضية لتمارس سطوة على المدرج. الساعات الماضية طل الإعلام الرياضي بوجهه القبيح ليجعل من الأهلي الكيان والتاريخ سلعة يلوكها.. المؤسف أن كل أدوات الاستديو كانت عناصر غير شرعية لمهنية الإعلام أو حياديته، وهي نماذج ابتلي بها الإعلام المسيس بعنصر المال. إن أزمتنا الرياضية والتي تسممت بفعل هذا الإعلام (الرادح)، والذي يرى الانتصار للنادي أو للشخصية هو هدف أول.. إن المنطق الرياضي الحالي خال تماما من روح الرياضة، بل بات ملوثا بتداخل النفوذ فيه، وهو ما ينقل الآفات إلى المجتمع الرياضي، والذي من المفترض أن يكون خاليا من التعصب والعبث. إن وسائل الإعلام الرياضية باتت مخترقة، بل تقوم على عنصر التكسب بعيداً عن قيم المجتمع ومصالحه، وإلى خلق الاحتقان، وبالتالي التسيب.. إذ كيف يكون لمحرض ينفث صباح مساء عبر وسائل الاتصال الاجتماعي سمومه أن يكون متصدرا للمشهد الرياضي عبر البرامج أو الصفحات الرياضية لينشر مزيدا من التحريض والتهييج. كيف يستقيم الإعلام الرياضي في ظل تسلل كتبة أو موظفين لدى شخصيات ليمارسوا العبث ضد أندية أخرى من أجل إرضاء نزق أو تكسب. هكذا بات الإعلام تكتلات و(رباطية) بعيدا عن المسؤولية لنشر الميول وتغييب الحقائق، بل واعتسافها لكي توائم عقلياتهم المريضة. إن من المؤسف أن ينزلق الإعلام الرياضي إلى هذا التأزم دون أن تبادر أية جهة إلى لجمه وإعادة الحياة إلى وسائله، بدلا من الإيغال أكثر في هذا النزق. لم يعد من يتوسد المشهد الإعلامي الرياضي الأبناء الحقيقيون له، بل أقرباء الرئيس، وكتبته، ومن يستطيع أن ينقله من المدرج إلى الاستديو. لقد أصبح الإعلام الرياضي ابتزازا بمعنى أصح، لم يعد وجود للإعلام المهني الذي بإمكانه أن يطور وضع الرياضة، بل أصبحت مطية لأهدافهم الخبيثة. لن أقول إن الأهلي بات فعلا وحيداً إلا من جمهوره، بعد أن تكالبت عليه ذات مساء أصوات النشاز القادمة من الأراضي الموغلة حد الصمت.. فالأهلي بات من الضعف ما يجعل من المتسلقين لجدار الرياضة يرفعون أصواتهم باتجاهه، وأقصد بالضعف هنا القرار الإداري الذي يجعل من أهمية وسائل الإعلام ثانوياً في توجهاتهم. القادمون الجدد عرفوا أهمية الإعلام، لذلك وزعوا أصواتهم على وسائله، وأصبحوا يمارسون دورا منظما من أجل فرض سطوتهم الموغلة حد النزق في جسد الرياضة.. لذا متى ما آمن مسيرو النادي الأهلي بأهمية وسائل الإعلام فسيعود أكثر شموخاً وقوة وسطوة، فالإعلام سلاح، رأى الأهلاويون إراحته فضعفوا، ولم يرتاحوا من عبث الصغار. الإعلام لعبة.. من يستخدمها يتسيد الساحة.. أيها الأهلاويون، هناك حملة منظمة تجاه ناديكم، أخشى مع الوقت أن تكتمل الدائرة حول رقابكم، فهل أنتم صاحون.