يحلو للبعض تسطيح القضايا، بينما القضية برمتها افتعال وليس أحداثا كأس الخليج تأتي بالحدث ثانيا؛ فالافتعال هو عنصر أساسي بات هو المسيطر على الحراك الخليجي، وأصبحت النزالات الفضائية المسائية هي المسيرة لهذا المعترك الخليجي وليس المباريات التي أصبحت ثانوية في ظل غياب المستوى واختفاء النجوم. في المسابقات الماضية كان هناك نزق إعلامي لكنه مؤطر بنظرة رجال حاضرين تسير الأحداث وفق منظومة لا شطط فيها، وكان النزال الميداني هو الحدث أولا في ظل أسماء ونجوم أثرت الساحة الخليجية كلاعبين، وبغياب النجاح الميداني ظهرت قنوات فضائية ببرامجها التي جعلت من دورة الخليج أكثر من حرب، ذلك أن الثقل الاقتصادي والإعلامي في المنطقة جالب لكل الإمكانات وبالتالي أصبحت السيطرة الإعلامية هي الصوت والصورة الأعلى لكنه صخب لا أخلاقي؛ إذ إن جل وظائف الإعلام يؤطر بالمسؤولية الأخلاقية في الاختلاف لكن جماعتنا ذهبوا للخلاف في أسوأ صوره. لن أتحدث فنيا عن نزال منتخبنا الأول أمام العراق ولا الخسارة المؤلمة؛ لأنني وبصدق كنت أتوقعها؛ ولأننا ذهبنا بكل تناقضاتنا وخلافاتنا بل وخصومتنا قبل المنتخب إلى البحرين فكانت البيئة من السوء أن يتجاوز منتخبنا شقيقه العراقي، بل كان واضحا هشاشة بيئة المنتخب ذاته وعدم تحصنه من سوئنا الإعلامي، ذاك أن مع أول تصريح اهتز هذا البيت العنكبوتي وفتحت أبوابه للأخذ والرد ضاربا استقرار الفريق بهزيمة أولية. كما كان من المؤسف أن اختيار ريكارد للأسماء لم يكن وفق نجاح فني للعناصر بل باتت مراكز المنتخب قطعا للاعبين معينين مهما كانت مستوياتهم وهو ما وضح جليا مع أول عشر دقائق في نزالنا أمام العراق، إذ ظهر عاجزا بدنيا وفنيا للكثير من اللاعبين بل من جعل منهم الضربات الثابتة وظيفته طيلة المباراة، كما أن غياب الروح القتالية والتي كانت في يوم ما هي العنصر الرئيسي لصقورنا الضائعة مع غياب المبادرات الفردية والتي كانت تعود للعجز البدني والقتالي، نعم هؤلاء العجزة يمثلون ما وصلت إليه الكرة السعودية من تأخر لدرجة بات فوزنا على اليمن اليوم طموحا نحاول تجاوزه، إن إعادة الكرة السعودية تتطلب قرارا حازماً بتغيير الوجوه كاملة وأن نظام الترقيع أو تدوير الوجوه سبب رئيسي لعدم خروجنا من هذا النفق. *** بما أن العالم قرية إعلامية اختصرت المسافات وألغت الحدود وأسقطت الحواجز وحولت المشاهدين إلى صحفيين ومراسلين ومصورين، هذه ديموقراطية الإعلام الحقيقية أن تقول بلا رقيب وهذا هو الواقع الذي نعيشه لكنه واقع عبث وذلك لعدم وجود إطار قانوني في ظل ثقافة لا تؤمن بالاختلاف وتسارع إلى الشتيمة والنقص من الآخر.. إعلامنا الذي مزق كل قيم التنافس الرياضي محليا ها هو يواصل نزقه حتى أصبح بعضه مهرجا وصيدا للقنوات الفضائية بل والتسابق لجلبهم، نظرة على أربعة أو خمسة برامج فضائية مصاحبة للحدث الخليجي تؤكد لك (السعودي) هو اللاعب الرئيسي على خشبة مسرحهم، المؤسف أن دوره كوميدي ليس ساخرا ولكنه مسخرة فهل يليق بهؤلاء أن يكونوا في هذه المواقع هذا هو إعلامنا وأن أي حل في الأفق لا أعتقده، ذاك أن هؤلاء الكوميديين مقتنعون بأدوارهم وهذه هي الكارثة. *** كنت من أشد المؤيدين لرئاسة أحمد عيد لرئاسة اتحاد القدم وذلك وفق سيرته الرياضية، ما أود أن أقوله وبصدق أن تصريحاته الأخيرة لا تواكب المواقف، فتحمله مسؤولية الإخفاق أمام العراق (عنتريات) ليست مطلوبة منه؛ فالشارع الرياضي يعرف أنه آخر من يعلم عن التعاقد مع المدرب ريكارد أو حتى اختيارات المدرب للاعبين، أما قوله إن اتحاد القدم هو من يقرر بقاء المدرب وليس الإعلام فأقول له مع تقديري لشخصه أنت واتحادك لا تقدرون. بات قسم كبير من المدرج المجنون يطالب «الريس» بالرحيل فهل تسبقهم في الساعات القادمة بإعلان اسم صانع الألعاب وإطفاء غضبهم!