• هناك من يقول إن الكتابة «صَبيِّة» تكون فتنتها في أنها تحرج ولا تجرح، لكنني أعتقد أن هذه المقولة من المُثل التي تمارس تنظيريا، الواقع يختلف تماما خاصة في الحراك الرياضي، إذا إنها تجرح بل وتلفظك إن لم تكن تخرجك بحجة إنك (عاق) وتترسخ أكثر في جملة من الممارسات التي تعزز مكاسب بعيدة عن استقلالية الكاتب وطرحه، إذ إن أي نقد يعتبر في مفهوم مسيري الحراك انتقاصا منهم أو إساءة إليه، بالرغم من أن كلماتك لا تتجاوز إطار العمل نفسه، لكن ثقافتنا والتي تختلط فيها المفاهيم تجعل من كل كلمة صادقة هي بمثابة الكذب عليهم والإساءة إليهم. • دوامة أزمات الأندية مستمرة ولا بصيص أمل في خيار الرؤية المؤسساتية وأن العمل بمجمله فردي أو أن صنع القرار بيد أفراد، فالتأزم بات عنوانا ثابتا ليس في نهاية كل موسم مع (نتاج المحاصيل) بل وحتى في بداية كل موسم وهو نتاج لعدم وجود رؤية استباقية أو لجان مؤسساتية تعزز تفوق الموسم المنصرم. ف (الريس) هو المشرّع والمنفذ وهي خاصية تنفرد بها أنديتنا جميعا وما يسمى ب (الكبار)، ها هو الاتحاد ذو الخاصية الشعبية أصبح أكثر انهيارا وبات يرمى به في اتجاهات المصالح الضيقة وأصبح مطمعا لمراكز القوة وصرعا للاستئثار به، وهو ما أوصله إلى حد (التخريب) المؤسف أنه لا يوجد في الأفق أية رؤية لتوقف هذا الصراع، إذ أصبح الوقت سيفا مسلطا على مكونات فريقه الأول وبات في شبه انهيار بعد خسارته (حسني عبدربه وعبده عطيف) فيما كان من المفترض أن تكون هناك إضافات فاعلة للفريق وليس تسربا، وحتى الأندية التي تمتلك ناصية فعلها ذات واجهة اجتماعية ها هي تمر بضعف وتناقض وتناقص في أدوات النجاح، فالهلال ليس أفضل من الأهلي أو حتى الاتحاد، وينفرد الشباب بخاصية (التكامل) ففريقه والذي اكتملت عناصره مبكرا بات في وضع لياقي يستوجب معه نزالات ودية. • في الأهلي قدرة المفاوض خذلت مدرجه المجنون هذا المدرج نام بعد آخر حفلة وأعناقه مرتفعة لحد السماء طموحا وتفاؤلا بعد أن حافظوا على كأس الأبطال وبات طموحهم يتجاوز مساحات إبداع لاعبيهم، مع هذا الطموح اللامحدود تفاجأوا بضعف المتابعة الإدارية ونتج عنه خروج كماتشو وعودته لفريقه الأول هذا الضعف الإداري والذي استمر حتى اللحظة هو ما جعل معسكر الفريق الأول يبدأ بشكل يزيد من قلق المدرج إذ يقابله ضعف في مفاوض النادي والذي حتى اللحظة عجز عن إيجاد بديل ل(كماتشو) كمحترف رابع بالرغم من تواصله مع كل قارات الدنيا، إذ نمسي برازيليا ونصحو بوليفيا. • إن عودة أزمة المفاوض والتي كانت جزءا من نفسية الأهلاويين في الماضي عادت تستقر في العمل الأهلاوي بعد أن تجاوزتها الظروف في استقطاب كماتشو والحوسني والتي يعرف كل الأهلاويين أن انضمامهما في الفريق لم يكن نتيجة جهد مفاوض أهلاوي بقدر ما لعبت فيها الظروف والحظ خدمة للجماهير الصابرة. • إن استعدادا متكاملا مبكرا كان أمل كل جماهير الأهلي التي زفت الأبطال في آخر ليلة لموقع القلعة بات سرابا بفعل عقلية لم تستفد من أخطائها.