يعتبر حي الهنداوية من الأحياء العتيقة في جدة، وتخرج منه عباقرة العلم والفنانون والرسامون والنحاتون والنخب ولكنه في الوقت الحالي تغير كثيرا ولا تكاد تجد أحدا من سكانه الأصليين. محمد البارومي أفاد بأن الهنداوية للأسف اصبح من الأحياء الشعبية في جدة، ومنازله استأجرها وافدون من جنسيات مختلفة أفغانية وباكستانية وبنجلاديشية وأفارقة. فلا تكاد تصدق أن الحي العتيق لا يوجد فيه أحد من سكان جدة إلا ما ندر. وأوضح أن الحي القديم يعاني من نقص الاسفلت وتكدس النفايات في الشوارع داخل الحي وبين الأزقة، وإهمال التعامل مع مشاكلات الحي اليومية كنقص المياه ومتابعة بعض المخالفة مثل بيع البطاطس المقلية على البسطات المتحركة والأكشاك. من جهته أوضح عبدالله ياسين أن الهنداوية حي لا يمكن الاستغناء عن زيارته بين فترة وأخرى، لما فيه من ذكريات ولتاريخه في جدة، ولوفرة الخدمات فيه، إلا أنه حي شعبي قديم يفتقر للخدمات التي تساعد على زيارته. وأضاف: بالتأكيد يرغب الكثير من الأهالي بزيارة الهنداوية والعديد من الأحياء جنوبجدة إلا أن ما يمنعهم هو إهمالها وعدم الاهتمام بها، ونقص الحدائق والمنتزهات فيها ما يحول بين الأهالي وزيارة تلك الأحياء التاريخية في جدة. وفي السياق، أوضح ناصر البقمي أن تهاوي المنازل القديمة في حي الهنداوية في ازدياد الامر الذي أدى إلى مخاوف السكان على وضع الحي الذي يعاني في الأساس من نقص في الخدمات البلدية، والمتمثلة في قلة مشاريع الصرف الصحي، وانتظام عمل فرق النظافة، إضافة إلى ظاهرة مستودعات «السكراب» التي استقطبت أعدادا كبيرة من مخالفي نظام الإقامة والعمل مشكلين هاجسا مخيفا للسكان. وأفاد علي الحكمي أن الأهالي استبشروا خيرا بعد إعلان أمانة جدة قبل ثلاثة أعوام عن خطتها لتطوير الأحياء العشوائية ورصدها لأبرز السلبيات في 56 حيا، مضيفا أنه رغم تأكيدات المسؤولين في الأمانة ببدء المراحل الأولية لمشاريع تطوير العشوائيات، إلا أننا لم نلمح تغيرا كبيرا على أرض الواقع حتى اليوم. وأضاف الحكمي أن بسطات الخبز المجفف المنتشرة في أزقة الحي بصورة مكشوفة تسببت في تكاثر الجرذان والحشرات، مبينا أن غياب الرقابة على أداء شركات النظافة أدى إلى انصراف العمال عن أعمالهم لجمع العلب المعدنية الفارغة والكراتين، وبالتالي تزايد أعداد بسطات الخبز. ودعا الحكمي الأجهزة المعنية في أمانة جدة إلى سرعة الوقوف على المشكلات الميدانية التي يعانون منها في الهنداوية، مستغربا من تجاهل الجهات المعنية إيجاد حل للمشاكل المستمرة في الحي. وفي موازاة ذلك أوضح مصدر في أمانة جدة تشكيل فرق ميدانية لمسح الأحياء وتكوين قاعدة بيانات عن المباني الآيلة للسقوط وإسقاط مواقعها على خرائط رقمية لتحديد إحداثياتها الجغرافية، مشيرا إلى أن لجنة متابعة المباني الآيلة للسقوط واجهت صعوبات في الوصول لملاك بعض المباني المهجورة. ودعا المصدر المواطنين إلى التعاون لتحقيق المصلحة والإبلاغ عن أي مبنى آيل للسقوط بالاتصال على هاتف عمليات الأمانة.