لا تختلف أحياء غربي جدة (العزيزية، عنيكش، مشرفة الشعبي، الفيصلية) وغيرها من الأحياء عن بقية الأحياء جنوبي المحافظة، فمشهد الواقع ميدانيا من حيث أعداد المنازل القديمة ومشاكل العمالة ونقص الخدمات وانتشار المخلفات وبسطات الخبز المجفف والسيارات الخربة يجعل الصورة تتطابق فيما بينها إلى حد كبير، إضافة للهموم والتطلعات المشتركة لسكان تلك الأحياء والتي تصب في مجملها بإيجاد حلول سريعة للتطوير والاستجابة لشكاواهم مازالت تترقب بادرة تنهي معاناتهم. حول ذلك يقول سحمي الزهراني من سكان العزيزية إن الوضع العام في الحي بات يشير يوما بعد آخر إلى تفاقم المشاكل التي يعانون منها إلى حد لا يمكن وصفه، ومن ذلك أن معظم المباني السكنية في الحي تحولت إلى مساكن للعمالة وملجأ للمخالفين بشكل مخيف كما أن انتشار المخلفات المعدنية والسيارات الخربة والنفايات في الأحواش المهجورة أصبح مؤرقا للسكان في حين لا زالت الخدمات التي تقوم بها الجهات المعنية في الأمانة وخصوصا شركات النظافة أقل من المستوى الذي يمكن أن يحقق تقدما إيجابيا لعلاجها. ويطالب الزهراني بضرورة تشكيل لجنة عاجلة من جميع الجهات الخدمية لتقوم بزيارة الحي ورصد الوضع على أرض الواقع لتتمكن مستقبلا من إصلاح الخلل وتقديم الخدمات اللازمة وفقا للاحتياجات الفعلية للحي. ويشاركه الرأي مكي خلاف من سكان العزيزية أيضا بالقول إنهم سبق وأن تقدموا بعدة شكاوى للأمانة حول نقص الخدمات وتدني مستوى النظافة ونتائجها السلبية على الصحة العامة، إلا أنه لم يتم إيجاد مايمكن أن يشفع لتلك الجهات على أنها قامت بالجهد اللازم. ويضيف: معاناتنا من العمالة الأفريقية تتفاقم يوما بعد آخر، حيث عمدوا الى استغلال المساحات الفضاء في الحي لنشر بسطات الخبز الجاف ومواقع لتعبئتها واستقبال الشاحنات التي تنقلها على مرأى من الجميع، فضلا عن عدم مراعاتهم للأنظمة مما جعلهم يحولون الأرض الواقعة بشكل مباشر على طريق الأمير ماجد والملاصقة للرئاسة العامة لتعليم البنات من جهة الجنوب إلى مجمع كبير لأكوام الخبز الجاف، بالإضافة إلى إحالة البعض من هذه الجالية أحواشا في الأجزاء الداخلية من الحي إلى مخازن لأكياس الخبز والمخلفات الكرتونية، ما أدى إلى تكاثر أسراب الحشرات والجرذان. تدني النظافة من جانبه يقول محمد الحبيشي من سكان الفيصلية سمعنا مرارا عن العقود الضخمة لتطوير الخدمات والارتقاء بالنظافة ومراقبة الشركات العاملة في هذا المجال إلا أننا على أرض الواقع نرى أن الأوضاع تتضاءل يوما تلو الآخر مع تزايد أعداد المنشغلين من عمالة تلك الشركات بجمع الكراتين وعلب المرطبات. وأشار إلى انتشار ظاهرة العمالة المخالفة وتحويلها بعض الشوارع في الحي إلى ممرات تسدها أكوام الكرتون ومجار لمياه الصرف الصادرة من البيوت القديمة والتي هجرها سكانها بعد تأجيرها لأبناء الجاليات ولم يعودوا إليها سوى لأخذ الإيجارات دون النظر في ما أفرزته من أضرار على بيئة الحي. ويشير الحبيشي إلى أن الجولات التي يشهدها الحي من الجهات الرقابية في الأمانة بين وقت وآخر لم تسفر عن حلول لإنهاء تلك السلبيات فضلا عن غياب الرقابة بشكل تام عن بعض البيوت القديمة داخل الحي ما أدى إلى تحويلها لمصانع للملبوسات والأطعمة لصعوبة الوصول إليها وضيق الأزقة المؤدية لها. ويرى الحبيشى أن الحل الوحيد لإنهاء هذه السلبيات في إيجاد خطة لتطوير الحي وإزالة المواقع القديمة وتوسعة الشوارع فيه. إعادة التنظيم ومن جهته كشف مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة ل«عكاظ» أن مشاريع تطوير المناطق العفوية هي ضمن الأهداف الاستراتيجية الهامة لدى الأمانة للارتقاء بالمستوى العام لمحافظة جدة بإعادة تنظيمها بشكل يتناسب مع المرحلة المقبلة. وقال المصدر إن الأمانة لديها توجه بإسناد مهمة النظافة في الأحياء إلى البلديات الفرعية من خلال تخصيص عمالة لكل بلدية وتزويدها بالإمكانات اللازمة لأداء واجباتها حسب الاحتياجات الخاصة بالأحياء التابعة. تشديد الرقابة وأكد المتحدث الإعلامي وعضو المجلس البلدي في جدة بسام أخضر على أهمية تشديد الرقابة على شركات النظافة المتعاقدة مع الأمانة بعد شكاوى المواطنين المتكررة من باحات السكراب والسيارات الخربة. وقال إن مراقبة الباحات التي لا تحمل رخصا لمزاولة النشاط والحفاظ على الجوانب البيئية من الاشتراطات المهمة التي تجب مراعاتها حتى لا يتعرض السكان إلى مخاطر صحية. وأضاف أن الجميع يتطلع للتطوير ويدرك أن هذا المشروع يحتاج إلى وقت لإنجازه وفق الخطط المرسومة، لذلك ينبغي على الأمانة ومختلف الجهات ذات العلاقة أن تراقب الجانب البيئي والأمني من خلال الحفاظ على نظافة الشوارع والبحث عن حل لتجمع النفايات مع التشديد على تعبيد وتنظيف الشوارع الداخلية وكذلك عدم السماح بإقامة المخالفين من العمالة السائبة وتشديد الرقابة على الأحواش التي يتم تأجيرها بصورة عشوائية واستخدامها لغير أغراضها. تعاون المواطن من جهته أكد المتحدث الأمني في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد على أهمية دور المواطن باعتباره رجل الأمن الأول في مساعدة الجهات المعنية في أداء دورها والتعاون معها بما يخدم الصالح العام. وقال حرصا من شرطة جدة على إيجاد وسيلة للتواصل وتفعيل هذا الدور تم تخصيص الرقم 6425550 لتلقي بلاغات المواطنين حول الملاحظات والاشتباه بالمواقع والأشخاص غير الطارئة على الرقم الجديد وسيتم التعامل معها بعد التأكد من صحتها، لافتا إلى أن المعلومات الخاصة بالمبلغ يتم التعامل معها بسرية تامة.