كتل حديدية من مختلف الأنواع والاحجام .. وأسلاك نحاسية إلى جانب مخلفات البناء من السلب وبقايا المركبات التالفة، جنبا إلى جنب مع قطع بلاستيك وألمونيوم .. هكذا يبدو المشهد في أحواش ومستودعات بيع الخردوات المنتشرة بشكل عشوائي في بعض الأحياء الجنوبية لمدينة تبوك، وهذه التجارة تؤمن بلا شك دخلا جيدا لأصحابها، إلا أنها في الوقت نفسه تسهم بشكل كبير في انتشار ظاهرة سرقات المعادن إلى جانب كونها وكرا لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل وسط صمت الجهات المختصة التي وعدت سابقا بإزالتها لعدم قانونيتها. وأبدى عدد من سكان تلك الأحياء، استياءهم من انتشار تلك الأحواش داخل الأحياء والتي تسيطر على مجرياتها العمالة الوافدة، في ظل غياب الجهات الرقابية، وأكد المواطنون أن هذه الأحواش لا تخضع لأية أنظمة وقوانين وأصبحت تستقبل المسروقات خصوصا «كيابل» النحاس، وقطع الحديد المتمثلة في مخلفات البناء وأغطية الصرف الصحي وحتى البلاستيك والألمونيوم، وطالبوا أمانة المنطقة بالتدخل بنقل هذه الاحواش إلى المنطقة الصناعية بعيدا عن الأحياء السكنية، وكذلك وضع آلية واضحة تنظم لعملها حتى لا تكون وكرا وملاذا للمسروقات. «عكاظ الأسبوعية» وقفت ميدانيا على هذه الاحواش في حي أبو سبعة بمدينة تبوك، حيث أكد أحد العاملين أنهم يشترون الحديد من الزبائن ب90 هللة للكيلو الواحد، أما الألمونيوم فيتم شراؤه بسعر ريالين للكيلو، والنحاس ب14 ريالا للكيلو الواحد. وذكر مواطن كان يملك فيما مضى مستودعا لبيع السكراب، أنه لشراء الخردوات يتم معرفة هوية البائع، مشيرا إلى أن العمالة الوافدة بدأت تسيطر على هذه المستودعات بشكل واضح وتوفر قنوات لتصريف المسروقات، فيما أكد بائع آخر (فضل عدم الكشف عن هويته) أنهم يستقبلون بشكل كبير حطام المركبات التي تتعرض لحوادث ويتم شراؤها بشكل مستمر. وأبدى المواطن سعد محمد من سكان حي أبو سبعة، استياءه الشديد جراء انتشار هذه المحال داخل الحي السكني، وتسببها في أضرار بيئية تهدد صحة السكان، إلى جانب كونها وكرا لتخزين المسروقات، مطالبا الجهات المختصة بوضع حل لهذه المستودعات، فيما انتقد المواطن خالد العطوي من سكان حي النهضة تصرفات أعداد كبيرة من العمالة الآسيوية التي تنبش حاويات النفايات بحثا عن علب المشروبات الغازية وخاصة في وقت متأخر من الليل وتنثر القاذورات في الشوارع وبما يحدث تلوثا بيئيا خطيرا. إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول بأمانة تبوك إيقاف منح تصاريح محال الخردوات، وعدم التجديد لها تمهيدا لنقلها إلى موقع آخر قريبا.