لا تزال عمليات بيع وشراء السكراب تشكّل مجالا رحباً لانتشار سرقة الحديد والنحاس والكيابل الكهربائية وأغطية الصرف الصحي، فتكدس العمال النظامية والمخالفة في محال بيع السكراب والخردة من المناظر التي اعتادنا عليها، لكن الغريب أن هذه العمالة لم توجد في هذا المكان مصادفة، بل هي أيد عاملة متخصصة لديها الخبرة والمعرفة في إدارة وتسويق مثل هذا النوع من البضائع بشكل دقيق ومتقن، فخبرتهم في سوق الخردوات جعلتهم يتكيفون مع الأنظمة والضوابط، التي تضعها الجهات المختصة، فهي تعرف كيف ولمن ومتى تبيع وتشتري، حتى استطاعت أن تضع لها تنظيمها خاصا بها، الأمر الذي مكنها من فرض نفسها في السوق بشكل ملحوظ. "التميز" لاحظت خلال جولة لها بين أحواش وبسطات الحديد الخردة والسكراب في جنوبالرياض، أن عددا ممن يزاولون البيع والشراء هم عمالة غير نظامية وتعمل لحسابها الخاص. وقال ل ''التميز'' أمين جانيت ''باكستاني الجنسية'' أحد العاملين في السكراب، إن غالبية الذين يعملون هنا يعملون لحسابهم الخاص وليس لحساب كفلائهم، فهم يشترون أي شيء ويبيعون كل شيء دون أن يطلبوا أي إثباتات قد تؤكد ملكيتهم لأي بضاعة مباعة. فيما طالب مجموعة من المواطنين وجدناهم بالقرب من الموقع الجهات المختصة بأن تضع حلولا مناسبة للحد من انتشار العمالة في هذه المنطقة، حيث قال عبد الله الدايل من ''سكان جنوب شرقي الرياض'' إنه يعاني وجيرانه من كثرة السيارات التي تحمل كميات من حديد السكراب والخردة، وأن جميع من يقود هذه السيارات هم من العمالة، معربا عن خشيته على أهله وأولاده من هذه العمالة التي لا تعرف لها أي هوية. وتعجب من أن هذه العمالة لا تزال تسرح وتمرح دون مساءلة فلا أحد يسألهم أين هم ذاهبون، ومن أين يأتون. والأدهى من ذلك أن بعض هذه المحال تزاول الشراء والعمل إلى منتصف الليل، وهو أمر مخالف للأنظمة والقوانين - على حد علمه. فيما حذر إبراهيم الدحمان ''صاحب محل بيع وشراء السكراب'' من العمالة الوافدة التي تعمل في جمع وبيع الخردة، محققة دخلا كبيرا قد لا تجده في أي مجال آخر، وأن بعض من يزاولون هذه المهنة هم من المخالفين الذين لا يحملون إقامات نظامية ويقومون بشراء كل ما يأتيهم من الخردة دون التأكد من هوية البائع، مما أدى إلى تفشي ظاهرة السرقات. وأضاف الدحمان، الذي يعمل منذ ثلاث سنوات في تجارة الخردة، أنه في السابق لم يلاحظ انتشار العمالة بهذا الشكل اللافت للانتباه في هذه المحال، وأرجع ذلك إلى الأرباح التي تحققها هذه المهنة في ظل ارتفاع أسعار الحديد والألمنيوم هذه الأيام. وقال سليم الحربي - أحد العاملين في سوق السكراب: ''إن السوق أصبحت مكانا جاذبا للعمالة الوافدة التي تعمل في بيع الخردة لتحقق دخلا كبيرا قد لا تجده في أي مجال آخر، فهم يقومون بشراء كل ما يأتيهم من الخردة دون التأكد من هوية البائع، مما قد يؤدي إلى تفشي ظاهرة السرقات''. وأضاف أنه يعمل منذ سنوات في تجارة الخردة وأنه في السابق لم يلاحظ انتشار العمالة بهذا الشكل اللافت للانتباه في هذه المحال، وأرجع ذلك إلى الأرباح التي تحققها تلك العمالة من هذه المهنة في ظل ارتفاع أسعار الحديد والألمنيوم هذه الأيام. ولفت إلى أن قطاع السكراب يعاني عوائق تتمثل في سيطرة الوافدين على 95 في المائة منه، والاستثمار فيه كونه يعد استثمارا آمنا، معبرا عن امتعاضه من الفوضى التي يعيشها هذا القطاع والمشاكل البيئية التي يخلفها. من جانبه، دعا المواطن حسين الربيعان بوضع عقوبات صارمة لضبط كل من يقوم ببيع وشراء الخردة دون أخذ البيانات اللازمة، قائلا: ''أقترح أن يكون هناك مكتب خاص لتسجيل كل ما يباع ويشترى من قبل هذه المحال لحماية الطرفين، كما أن مواقع بيع السكراب أصبحت مساكن آمنة للعمالة غير النظامية بعيدا عن عين الرقيب''.