أبرز عدد من الكتاب في أمريكا اللاتينية خلال الفترة الماضية الدور الهام للمذهب الواقعي في الحركة الأدبية، إذ أكدوا على العادات المحلية والتقاليد في الأقاليم الإسبانية من أمريكا اللاتينية، في صور وقصص قصيرة وروايات، واشتهرت أعمالهم باسم كوستمبرسمو، ويعد من أشهر كتاب الكوستمبرستا خافييردو فيانا من الأروجواي، وروبرتو جي بايرو من الأرجنتين، وتوماس كاراسكيلا من كولومبيا. هؤلاء الكتاب قاموا بوصف المناظر الريفية المحلية وأبرزوا الأنماط الإنسانية في قصصهم. وكان فلورنسيو سانشيز من الأرجنتين أشهر كاتب مسرحي واقعي، فقد كتب مسرحيات تعالج الصراع الإنساني في الأرجنتين الريفية. ويعتبر الروائيون ألبرتو بلست جانا وبلدوميرو ليلو من تشيلي، وكلورندا ماتو دي تيرنر من بيرو، ويوجنيو كامباسيريس من الأرجنتين، وفدريكو غامبوا من المكسيك من أبرز قادة الحركة الواقعية في أدب أمريكا اللاتينية، إلا أن الروائي البرازيلي جواكيم ماريا ماشادو دي أسيس يعتبر أهم كاتب واقعي. ومن أشهر أعماله تأتي الروايتان في ذكرى رابح صغير عام 1881 ودوم كاسمورو عام 1900، حيث كتبهما بتقنية سردية أظهرت مدى براعته في الكتابة الروائية من حيث التشخيص والتقنية القصصية. ومن أشهر مدارس الواقعية في أدب أمريكا اللاتينية تأتي «الواقعية السحرية» الذي يعد الكاتب المكسيكي خوان رولفو هو كاتبها الأشهر بل الأب الروحي للواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية، حيث جعل من المدينة التي ولد فيها محورا لأحداث قصصه. واستطاعت مجموعته القصصية «السهل يحترق» (1953) أن تمنحه شهرة عالمية عقب ترجمتها إلى العديد من اللغات كما كان لهذا الكاتب الفذ التأثير الحاسم في أدب أمريكا اللاتينية. خصوصا بعد نشر روايته «بدرو بارامو» (1955) التي منحت الواقعية السحرية جواز سفر إلى العالم، وبالتالي كانت هي الأشهر من بين مدارس الكتابة في أمريكا اللاتينية. أما شهرة خوان رولفو واعتباره الأب الروحي للواقعية السحرية فتعود إلى قدرته الفائقة على المزج بين الواقع والخيال خصوصا عندما لم تخرج أعماله عن الأحداث المجتمعية، إلى جانب الحضور اللافت للشخوص التي تعكس نمطية المكان وازدحامه بالقضايا الاجتماعية والثقافية، خصوصا عقب مزج كل ذلك بعالم الخيال والأحلام.