وضعت دراسة علمية وادي الأديرع في حائل كأحد أربعة أودية تمثل خطرا على المدينة، مطالبة بوضع حلول سريعة لحمايتها من مخاطر السيول. وفيما تشكل تلك الأودية منذ وقت مبكر مخاوف جمة لدى أهالي المنطقة، توافقت المخاوف مع الدراسة العلمية، والتي تؤكد أن حائل تقع على مسارات الأودية الرئيسية النشطة في ظل التغيرات المناخية، والتي تشمل وادي عقدة في جبل أجا، وادي مشار في جبل أجا ووادي نقيين. ويكشف ل«عكاظ» الباحث العلمي والفلكي عبدالعزيز المرمش الشمري من المركز الوطني للفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمشرف على منتدى الفلك، والذي أنهى دراسة علمية عن مسارات الأودية الرئيسية التي تهدد حائل، أن المدينة تقع تحت التهديد المباشر لكوارث السيول، مشيرا في دراسته الصادرة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية والرئاسة العامة للأرصاد وحمياة البيئة، إلى أنه لم يؤخذ في الاعتبار خلال اعتماد المخططات السكنية على مدى الثلاثين عاما الماضية مسار الأودية الأربعة الرئيسية التي تخترق حائل، بل تم تجاهلها. وأوضح أن إنشاء تلك المخططات لا يتوافق مع أوامر كريمة صادرة منها الأمر رقم 151 الذي ينص في الفقرة الثالثة على القيام بإعداد الدراسات عن المناطق المعرضة لأخطار السيول وتحديد اتجاهاتها، وتزويد الجهات المعنية بتلك الدراسات، مبينا أن الأمانة لم تستفسر لمعرفة حقيقة مخاطر الأودية، شارحا أن وادي عقدة على سبيل المثال يخرج من عقدة ويدخل شبك أرض الحرس سابقا، وهل يعرفون أين يذهب بعد ذلك في حال هطول المزيد من الأمطار والسيول وهي أمور متوقعة، لا أعتقد أنه يمكن لأحد أن يعرف، وسبق أن فاضت السيول من جبال عقدة، وسال الوادي بارتفاع 120 ملم، وهنا تنحدر المياه بحكم جغرافية المنطقة شرقا من عقدة ليلاقي وادي الأديرع، لكن المشكلة أنه محاصر بالأحياء وطريقه مسدود بعد نهاية حي أجا غربا، ولا مسار أمامه سوى حي الزهرة، الأمر الذي يتطلب خططا مسبقة قبل وقوع الكارثة. من جانبهم، اعتبر الأهالي مخاطر السيول في المنطقة تجددت مع الأمطار الأخيرة التي هطلت على المنطقة، وبدأت الأودية في الجريان، مشيرين إلى أن السيول كشفت عدم وجود خارطة للأودية ومجاري السيول. وكانت وزارة المالية خصصت لأمانة حائل في برنامج الحماية من السيول. بلغ إجمالي مبالغها 870.380 مليون ريال. ويتخوف كل من عبدالله العنزي ومحمد العمري من مغبة إهمال الأحياء التي تتوسط الأودية، وأبرزها البحيرة، والذي أقيم بشكل عشوائي، بعيدا عن أي خطط هندسية، مؤكدين أن الإزالة هي الحل الأمثل لتفادي أي مخاطر، بعدما تسبب الحي في توزيع السيول الجارفة على المنازل وطفحها. في المقابل، أكدت أمانة حائل على لسان المتحدث الرسمي فهيد المطلق أن جميع مشاريع درء مخاطر السيول معروفة مسبقا، مضيفة أن أمين المنطقة وجه القسم المختص بدراسة آلية تنفيذ تصريف مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على حائل.