أثارت أعمال تغيير مسارات بعض الأودية التي تقوم بها أمانة منطقة حائل وردمها بالصخور والعقوم مخاوف السكان في ظل دخول موسم الأمطار. وقال سكان في عدد من أحياء حائل إن المعالجة الحقيقة ودرء أخطار السيول تتمثل في تسهيل جريانها وفق مشاريع مدروسة وآمنة وليس منعها. وحاولت ''الاقتصادية'' الاستفسار من الأمانة حول هذه المخاوف، وعن مدى استعدادها لمواجهة الأمطار، لكنها تجاهلت تساؤلات الجريدة التي سلمت رسميا إلى إدارة العلاقات العامة والإعلام، وجرى التعقيب هاتفيا أكثر من مرة دون جدوى. وجاءت مخاوف السكان على أثر تغيير مسار وادي مشار بردم الصخور والأتربة وعمل (العقوم) حيث كان في الماضي يقتحم أحياء أجا والزهرة والخزامى والياسمين وتتضرر منه الأحياء والممتلكات، إلا أن عددا من المواطنين أكدوا أن تغيير مسار جريان الوادي بحواجز الصخور والأتربة يعد خطيرا جدا، فالوادي لا بد أن يجري وفق مجراه الطبيعي، وتغيير مساره بشكل عشوائي وبردمه بالصخور والأتربة غير مفيد. وقال أحد السكان ''مع أي جريان للوادي بشكل قوي تتفتت هذه الصخور ويعود لمساره الطبيعي، مطالبين بوضع عبارات أسمنتية من تحت الأرض وتصريف المياه خارج المدينة، ولا سيما أنه يمر وسط الأحياء''.. وتذمر مطلق الشمري أحد المواطنين الساكنين في حي أجا من وضع وادي مشار الذي يمر وسط الحي، وقال الوادي وضعه خطير جدا يمر وسط الحي ولم تحسن أمانة حائل تصريفه بالشكل الصحيح، حيث سبق أن تضرر كثير من سكان الحي من السيول في حالة جريانه، ونطالب بوضع تصريف منطقي ويقبله العقل مثل وضع عبارات لهذا الوادي وتصريف من تحت الأرض بدلا من هذا العمل البدائي والعشوائي الخطر، بينما أصبحت أحياء الرصف والشفاء والوادي وشرق النقرة مهددة بخطر اجتياح السيول دون عمل أي احترازات من قبل الأمانة. في شأن ذي صلة، تخوف بعض الأهالي من خطة مفترضة تتوسع خلالها الأمانة في إنشاء البحيرات، مبينين أن تجربة البحيرات السابقة لم تكن مفيدة كما كان متوقعا، بل إنها كانت خطرا يهدد السكان في حال امتلائها بالمياه. وطالب الأهالي بضرورة اقتصار هذه البحيرات على حفظ المياه، خاصة في ظل تغيير الأمانة الغرض من بحيرة أجا التي تحولت إلى الصرف الصحي. وخلال السنوات الماضية أنشأت الأمانة ثلاث بحيرات متجاورة في نهاية وادي ضاحية عقدة الواقعة في غرب حائل وسط سلسلة جبال أجا للحد من خطر اجتياح السيول لأحياء المدينة منه، إذ كان وادي عقدة منذ سنوات طويلة يشكل خطرا جسيما على أحياء مدينة حائل في حالة جريانه، وكان للوادي ذكريات أليمة ما زالت عالقة بأذهان الحائليين بعد أن أضرت السيول التي جرت في هذا الوادي بكثير من الأحياء القريبة من الوادي التي يمر بها الوادي، خاصة أحياء صبابة والنقرة وصلاح الدين والشفاء والوسيطاء، وحبست بحيرات وادي عقدة الموسم الماضي بعد إنشائه كميات كبيرة من مياه السيول التي اجتاحت المنطقة واستقرت وسط البحيرات التي شكلت حاجزا قويا وحائلا دون وصول مياه السيول إلى أحياء المدينة في الوقت الذي استفادت مزارع ضاحية عقدة من هذه المياه التي تجمعت في البحيرات التي غذت كثيرا من آبار الضاحية الجافة، وأحكمت الأمانة منطقة البحيرات بعد أن أحاطتها بصبات أسمنتية وسياج حديدي لحماية المواطنين من دخولها. وأوضح عبد العزيز العواد أحد سكان حي النقرة جنوبي حائل أن البحيرات التي أنشأتها أمانة حائل على مدخل ضاحية عقدة في نهاية وادي عقدة فكرة جميلة جدا وحدت من خطر وادي عقدة على أحياء حائل، فنحن في حي النقرة تضررنا كثيرا السنوات الماضية من خطر جريان وادي عقدة الذي يجتاح الحي ويدمر المنازل والشوارع، فكنا نعيش في قلق كبير في حالة هطول الأمطار خوفا من جريان هذا الوادي، ولكن بعد أن تم إنشاء هذه البحيرات أصبح جريان وادي عقدة يقف عند حد هذه البحيرات الكبيرة ويصب فيها، ما حدّ من الخطر على أحياء المنطقة. ويوجد في حائل ثلاث بحيرات أنشأتها الأمانة، فبحيرة عقدة ويقدر عمقها ب 40 مترا تقريبا وطول ألف متر محاط بسياج حديدي وبحيرة الخماشية وسط وادي الإديرع بطول ألف متر وعرض 100 متر، وكذلك بحيرة أجا في حي البادية بعمق 40 مترا وطول 700 متر. في المقابل يرى سكان آخرون ومن بينهم محمد الشمري أن هذه البحيرات تنطوي على أخطار وآثار سلبية تكون أحيانا أخطر من السيول في حد ذاتها. وانتقد الشمري تغيير الهدف من بحيرة أجا التي تحولت أو حورت إلى من تجمع مياه السيول إلى خزان لمياه الصرف المعالجة، عبر خط أنابيب جار تنفيذه يمتد على طول 20 كيلومترا من محطة معالجة الصرف الصحي. واعتبر أن هذا التحويل يحتاج إلى دراسة علمية تؤكد الفائدة منه، داعيا المجلس البلدي إلى التحرك في هذا الإطار.