كشفت السيول الجارفة التي اجتاحت منطقة حائل أخيرا عن خلل في تصريف تلك السيول وعن خطر كبير ينتظر المدينة، سواء في المخططات الجديدة أو في الضواحي أو المدن والقرى التابعة للمنطقة. وتحولت بفعل تلك السيول ضاحية نقرة قفار وأحياء أجا والزهرة والوادي والرصف والشفاء ومحيطها لبحيرات، وهنا يذكر رضا بن محمد الشمري أن الإجراءات تتم فقط وقت هطول الأمطار من خلال قيام الجهات المختصة بإغلاق الطرق المؤدية إلى الأماكن المنكوبة والجهات المرتبطة بها «يتناسى الجميع السبب الرئيسي في المخاطر المحدقة بحائل وهي قيام الأمانة وبعض الجهات الأخرى بصرف سيول جبل أجا عن مجاريها السابقة تجاهنا وأصبحت كل قطرة ماء تهطل على جبال أجا ابتداء من ضاحية عقدة إلى وادي الرصف تصب إلى عمق حائل لتصبح حائلا بين الجبل ووادي الأديرع». ويرى صالح العنزي أن الأوضاع تتجه نحو الكارثة «إذا لم يتم تدارك الأمر منذ الآن فالامتداد الطبيعي لحائل شمالا وجنوبا جعلها في وجه السيل والخطر مع كل مطر يتجه نحوها والآن الحركة في البناء والنمو تتم بشكل متسارع». ويعتبر المواطن سعود ربيع الهمزاني أن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية من قبل لجان مجلس المنطقة والمجلس البلدي للخروج بأفضل التصورات عن واقع مجاري السيول في محيط مدينة حائل وضواحيها. ويطالب عياد الشمري بضرورة إيجاد حلول نهائية ودائمة لمشاكل السيول في حائل «يتمثل ذلك في عدة أمور أولها إقامة السدود والحواجز الخرسانية للإفادة من هذه السيول خصوصا في عدد من الأودية والشعاب مثل الرصف والتلعة والماردية وكذلك عمل مجرى ضخم للوادي الرئيسي في تلك النواحي وهو وادي عقدة باتجاه وادي الأديرع فهذا الوادي مع روافده الأخرى يشكل خطرا كبيرا فيما لو استمرت الأمطار ليوم أو يومين وهو ما حدث في بعض المواسم، ووادي عقدة الآن يسير في غير مجراه الحقيقي وإذا تعاظم أمره فسوف يشق طرقا جديدة أو يعود لمجراه الأصلي وفي هذا كارثة حقيقية». ويعتقد خالد مجلاد النماصي أن إنشاء السدود سيؤدي إلى منع الأخطار المستقبلية وستساعد في عملية عودة الماء إلى باطن الأرض وبالتالي إحياء للمزارع. من جانبه، أكد أمين منطقة حائل المهندس عبد العزيز الطوب أن الأمانة قطعت شوطا مهما في إنجاز الخريطة الشاملة لمجاري الأودية والسيول في سبيل إيجاد منهجية متكاملة لمعالجة تصريف السيول «تم تكليف استشاري بوضع حلول ناجعة لمخططات الرصف والوادي وأجا والزهرة وحل جميع المشكلات التي تسببها السيول، إضافة إلى أن مشكلات المخططات محل اهتمام الأمانة من خلال إنشاء سد في وادي الرصف لمنع تدفق مياه السيول في الوادي وتحويل مياهه إلى القناة التصريفية التي تقع بين مخططي الوادي والرصف لتجتمع المياه في مجرى واحد يتجه إلى وادي الأديرع». وحول الإشكالات التي حدثت في بعض الأحياء أثناء هطول الأمطار أوضح المهندس الطوب «تم اطلاع الفريق القائم على إنجاز الخريطة على ما سببته الأمطار من أجل أن تشمل الحلول المستقبلية واقع ومتطلبات كل حي، والأعمال التي تتم حاليا تعالج الملاحظات السابقة على تصريف مياه الأمطار في بعض الأحياء بمشاركة الفريق لوضع خريطة ذات أثر فاعل في مستقبل التخطيط والتطوير لمدينة حائل، واللجنة الخاصة بمعالجة هذه الأخطار والتي تضم في عضويتها أعضاء من الإمارة، الزراعة، الطرق، الأمانة، المياه، المحكمة، والدفاع المدني تقوم بجولات ميدانية على مجاري السيول للخروج بأفضل التصورات في الشأن والعمل كان يتم وفق معالجة فردية لكل مخطط دون دراسة الوضع بشكل شامل، فيما ركزت الأمانة حاليا على المعالجة الشاملة وأن تكون هذه الخريطة معتمدة وتوزع على كل الجهات ذات العلاقة مثل إدارة النقل وغيرها حتى تكون الأعمال موحدة وفي صالح تطور منطقة حائل». وفي سياق متصل، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة حائل بشير بن عبد العزيز السميحان أن الأمانة تعمل بكل طاقاتها البشرية والفنية تحسبا لعمليات تصريفات مياه الأمطار داخل بعض الشوارع.