ثمن مسؤولون قرار المملكة بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن، ووصفوا هذا الموقف بأنه تاريخي وغير مسبوق، وأكدوا أن هذا الموقف يعكس بكل وضوح وشفافية استقلالية القرار السعودي. واعتبر المستشار أحمد الحمدان، أن الاعتذار عن عضوية مجلس الأمن موقف تاريخي غير مستغرب من المملكة وقيادتها . وقال ل «عكاظ»: بيض الله وجهك يابو متعب، فلك في كل يوم بادرة وموقف يرفع من رأس هذا البلد ورأس مواطنيه، وأضاف في تصريح ل «عكاظ»، أن قبول هذه العضوية لنكون نقطة تمرير لقرارات ضد الشعوب وإرادتها ، وإرضاء للأعضاء الدائمين هو أمر غير وارد عند المملكة. وأشار إلى أن مايفرح به البعض عند اختيارهم في عضوية مثل هذا المجلس ، فإن المملكة ليست بحاجة إلى إبراز اسمها أو استعراض عضلاتها، أو كما يقال عمل «برسيتيج» لنفسها، فهي في غنى عن ذلك، موضحا أن المملكة إذا اشتركت في عضوية أي مجلس أو لجان أو منظمة يكون لها رأي. أما أن تكون «إمعة» فهي لم تكن في يوم من الأيام كذلك منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتابع الحمدان: المملكة تعتز بانتمائها إلى هذا الدين الإسلامي، وأنه ليس لها موجه إلا الله سبحانه وتعالى، واتباع تعاليم الإسلام، وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، أما غيره فهم أعضاء كما نحن أعضاء، وأكد أن موقف المملكة هو امتداد لمواقفها التاريخية، وموقف المؤسس الملك عبدالعزيز، ويحق لنا أن نردد « ارفع رأسك أنت سعودي». مبررات قوية من جهته، اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور يحيى عبدالله الصمعان، أن اعتذار المملكة له مبررات قوية، ويعكس استقلالية القرار بالنسبة للمملكة باعتبار أن المجلس يكيل بمكيالين في التعاطي مع الأزمات الدولية، وفي مقدمتها الموقف السلبي من القضية الفلسطينية، وعدم تفعيل أهم دور لمجلس الأمن وهو صيانة السلم والأمن الدوليين، مشيرا إلى أنه لوكان مجلس الأمن قام بتفعيل هذا الدور لكان له موقف إيجابي من الأزمة السورية الآن، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب السوري. وأضاف أن ما يحدث من نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري من أخطر مايهدد السلم والأمن الدوليين، ومع ذلك لايزال موقف المجلس سلبيا حتى اليوم. وأكد الصمعان أن المملكة التي عرفت على مر التاريخ بسياستها الواضحة والمتزنة ووقوفها إلى جانب الحق والعدل في كل العالم لن تقبل أن تكون عضوا في هذا المجلس حتى يتم إصلاحه بما يكفل قيامه بالدور الذي يحفظ السلم والأمن الدوليين. بدوره، قال السفير الفلسطيني والقنصل العام في جدة الدكتور عماد شعث ل «عكاظ»: إن اعتذار المملكة يعكس موقف القيادة وحكمتها الرشيدة في الحرص على القضايا في الأمة العربية والإسلامية. وأضاف: أن المملكة تصر على أن يكون لمجلس الأمن دور فعال وليس صوريا في التعاطي بمصداقية مع القضايا التي تهدد السلم والأمن العالميين، في حل المشاكل. وأكد شعث أن المجلس لم يقدم شيئا يذكر سواء للقضية الفلسطينية أو للأزمة السورية، أو لكثير من القضايا في العالم العربي والإسلامي، ولهذا نقدر موقف المملكة من الاعتذار عن قبول العضوية .