أجمع عدد من العلماء أن طلبة أهل العلم الذين يتصدون للفتوى يخالفون تعليمات ولي الأمر القاضية بتنظيم الفتوى، لاسيما أن فتاواهم تخرق القوانين التي وضعتها الدولة لتحقيق المصلحة العامة، وأوضحوا ل «عكاظ» أن ما يدعى ب «تحفة الحصيف المبتغى لحملة الرصيف» و «ديباجة الحجيج» وغيرهما من الأراجيز والمنظومات التي تخالف القرارات الرسمية المنظمة للحج هدفها التآمر على الأنظمة التي وضعت لمصلحة الإسلام والمسلمين، رأوا أن هؤلاء الطلبة لم يدرسوا أصول الفقه ولا يحق لهم إصدار الفتاوى من الناحية الشرعية، ودعوا إلى وجوب محاسبتهم. وقال القاضي، وعضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث «إن لهذه القضية منظورين شكلي وموضوعي وكل منظور يستدعي تعاملا مغايرا عن الآخر، فمن الناحية الشكلية غالبا ما يثار هذا التوجه ممن يحسب على طلبة العلم الشرعي، وبعضهم ليسوا من الفقهاء؛ وإنما من المتخصصين بعلوم شرعية هي من علوم الآلة كمن يتخصص في تفسير القرآن، أو علوم الحديث، أو العقيدة، وهؤلاء لم يدرسوا أصول الفقه وبالتالي لا يحق لهم إصدار الفتاوى من الناحية الشرعية، فضلا عن أنهم يخالفون أمر ولي الأمر في تنظيم الفتوى». ومن الناحية الموضوعية، أوضح الغيث أن فتوى هؤلاء الطلبة في الحقيقة مردودة عليهم، وتحمل مخالفات كبيرة، وقال «اطلعت قبل فترة وجيزة على فتوى بعض المحسوبين على طلبة العلم اعتبر فيها منع من لا يحمل ترخيص الحج من الصد عن سبيل الله، وهذا في الحقيقة تصعيد للموضوع وأعتبره تطرفا وإرهابا فكريا قد يقود إلى إرهاب فعلي ميداني لأن كلامهم يفتقر إلى مراعاة النواحي النظامية للقضايا الفقهية، و يترتب عليه تبرير المخالفة على كل الأنظمة والقوانين الشرعية المنبثقة عن السياسة الشرعية والمقاصد الشرعية»، ودعا الغيث إلى وجوب محاسبة من يصدر مثل هذه الآراء التبريرية والمضادة لأمر ولي الأمر. من جهته، قال الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي «إن إقدام بعض المفتين على تقديم فتاوى لخرق الأنظمة التي سنها ولي الأمر خلاف الواجب، لقول الله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، بل إن على المفتي أن ينصح المستفتي بأن يسلك المسلك النظامي على ضوء ما نظمه ولي الأمر وحتى لو وجدت مخارج شرعية صحيحة فقد يصح حجه ولكنه يكون عاصيا لولي الأمر وربما يعرض ذلك أمره لبطلان عمله»، وأضاف: أن المفتي بهذا قد يؤثر على الصالح العام فهناك آلاف المستفتين، وإذا كثر المستفتون حول خرق النظام فإن هذا سيؤول إلى فشل التنظيم الذي وضع للحجيج،.