ضبطت أمانة موقع الفقه الإسلامي أكثر من 4500 فتوى بُثّت على 11 وسيلة إعلامية خلال ثلاثة أشهر، وقال الموقع في تقريره ربع السنويّ الذي سمّاه "نبض الفتوى" وجاء في عشر صفحات إنه رصد 244 حلقة فتوى خلال شهر محرم وصفر وربيع الأول من هذا العام، على قنوات وإذاعات: (دليل، أنا، الناس، الرحمة، الرسالة، المجد، القرآن الكريم بالسعودية، القرآن الكريم بمصر، القدس، دريم2، الأقصى) مشيراً إلى أن "الفتوى أصبحت تمارس بشكل قد يوصف في بعض الأحيان بالتفلت وعدم الانضباط مما يفضي إلى مفاسد عظيمة أبرزها ضعف قيمة الفتوى والمفتي في نظرة العامة". وأوضح التقرير في أول صدور له أن عدد الأسئلة للمدة المرصودة بلغ 4571 كان المستفتون الذكور فيها 2332 والإناث 2239، وجاءت من 17 دولة، في مقدمتها المملكة ومصر مع قلة المستفتين من الدول غير العربية، وحاول التقرير الذي يقول الموقع إنه سيصدر كل ثلاثة أشهر دراسة واقعِ السؤال والجواب في الفتوى للوقوف على أبرز الأسئلة التي يرد السؤال عنها، والتنبُّه للأسئلة التي يقع فيها اضطراب في الجواب. أبرز الملحوظات: وأبرز تقرير الفقه الإسلامي أشهر الملحوظات على الفتوى التي قال إنها تمثلت في عدم موافقة الجواب للسؤال، وافتقاد الجواب للتفصيل المؤثر في الحكم، ووجود فتاوى تحتاج إلى مراجعة، وعدم بيان الحكم الشرعي في الإجابة، وافتقارها إلى تدقيق وتروٍّ، وإغفال أمور أساسية لا بدّ من ذكرها في الفتوى، وترك الحرية للسائل ليختار الإجابة، وافتقار بعض الإجابات لمزيد توضيح يحتاجه السائل، والاقتضاب في الفتوى، وعدم دقة التمثيل للمصطلحات الشرعية، وعدم الدقة في الحكم على درجة الأحاديث، واختلاف الجواب بين المفتين عن ذات المسألة، وانتفاء التدليل، وعدم إحاطة السائل بالبديل الأفضل، واستخدام ألفاظ غير لائقة في الجواب، وعدم ذكر بعض الجوانب الأخلاقية في الجواب، وعدم الجواب على السؤال، وذكر التقرير مثالاً من الأسئلة وإجابة المفتين على كل الملحوظات. جوانب إيجابية: كما لم يَفُتْ على الموقع ذكر الجوانب الإيجابية في برامج الإفتاء التي لخصها في عناية المفتين بالدليل الشرعي وتوضيح قواعد الشرع في الفتاوى التي تحتاج إلى ذلك وكثرة التقاسيم والتفريعات أثناء الفتوى مما يُعطي الفتوى قوة ورصانة وعدم خروج المفتين عن المعتمد في الفتاوى الصادرة من المجامع الفقهية العامة ووضوح الفتوى في كثير من الأحيان، وأثنى على توجُّه كثيرٍ من المفتين إلى ترك الفتوى في بعض المسائل كالطلاق، والمسائل العامة والتي تحتاج إلى اجتماع من أهل العلم، ويقظة كثير منهم للأسئلة الموقعة في الحرج. فتاوى مضطربة: وأشار تقرير الفقه الإسلامي إلى الأسئلة الأكثر اضطراباً في البرامج المرصودة حيث شملت النقاب وربا البنوك والتأمين والضمان الصحي والبنوك الإسلامية والتصوير الضوئي وقضاء الصلاة لمن لم يصلِّ لمدة من الزمن، وصلاة التسابيح. أسئلة غريبة: ورصد التقرير أيضاً بعض السمات التي اتسمت بها الأسئلة مثل غرابة بعض الأسئلة ووجود بعض الأسئلة الفقهية العامة وسيطرة الموسمية عليها واستغلال تخصص العلماء مما يعكس وعي المستفتي.ولم تخلُ الأسئلة المرصودة من الغرابة: كالسائلة التي قالت إن صديقتها طُلقتْ خمس مرات، ولم تسأل خشية أن تُفصل عن زوجها!. توصيات: وانتهى الفقه الإسلامي في تقريره إلى ضرورة اختيار الأكفاء من أهل الثقة في الفتوى والقوة العلميّة والدراية الواقعية لسد ثغرة نقص المفتين المؤهلين وضرورة تربية طلبة العلم لدى المشايخ والمعاهد والجامعات العلمية على الفتوى وكل ما يتعلق بها بغية تخريج مفتين ثقات للأمة وزيادة مساحة الفتاوى في الفضائيات لحل مشكلة ضيق الوقت الذي سبب قصور الإجابات. وشدّد على ضرورة مراعاة المفتين للتروّي والدقة مع الفهم الجيد للسؤال وتحديد مناطه وبيان التفصيل المؤثر في الحكم وما لا ينبغي تركه أو توضيحه في الفتاوى، وتعميم ونشر فتاوى المجامع العلمية الثقات والمعتمدة لشمول ودقة وإحاطة فتاويها وزيادة عدد المفتين في القنوات الفضائية بغية تخفيف العبء على الحاليين.