حذر المفتي العام وكبار العلماء من خرق التنظيمات التي وضعتها الدولة في الحج، مشددين على أن من حج متسللا أو بدون تصريح أو مفترشا فهو آثم لمخالفته ولي الأمر وتضييقه على المسلمين، مؤكدين في أحاديثهم ل«عكاظ» أن هذه التعليمات وضعت لراحة وأمن الحجيج. حيث حذر المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من مخالفة تعليمات الدولة لتنظيم الحج، والتسلل خفية إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، مبينا أن هذا العمل تترتب عليه عدة مخالفات ومحاذير حيث يحمل المتسلل على لبس المخيط وتجاوز الميقات بدون إحرام وهذا لا يجوز ومحظور من محظورات الإحرام، ويأثم فاعله. كما أن في صنيعه مخالفة لولي الأمر وعصيانا له وهذا محرم أيضا. وأضاف «في هذا العمل تجرئة للمفسدين في الأرض والساعين في الإخلال بالأمن وفتحا لأبواب التحايل والتهرب مما يترتب عليه فساد عظيم»، مشيرا إلى أن هذا العمل يقع غالبا ممن سبق لهم الحج لأن التعليمات المبنية على فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة تمنع تكرار الحج إلا بعد مرور خمس سنوات حتى تتاح الفرصة لمن لم يحج. وجدد آل الشيخ تأكيده على أن الافتراش لا يجوز، وأن من قام بذلك متعمدا فإن حجه غير صحيح كونه خالف ولاة الأمر، وشدد المفتي على أن الافتراش خطأ كبير يقترفه الحاج غير الحاصل على تصريح كونه يتسبب في أذى إخوانه الحجاج وإعاقة حركتهم. وقال إن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم نهى في الحديث الشريف الذي روي عنه عن إيذاء المسلمين سواء بالفعل أو العمل. وأضاف أن الخطط التي وضعتها كافة الجهات المشرفة على الحج هذا العام من شأنها أن تسهل كثيرا من أداء الحجاج، مشيرا إلى أن ما يخص تنظيم الإنسيابية والحد من الافتراش سيؤتي نتائج طيبة. وفي سياق متصل، أكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي عبدالله بن سليمان المنيع أن من حج بدون الحصول على تصريح رسمي أو تسسلل فحجه صحيح، ولكنه آثم وعاص لله عزوجل، لأن الله عز وجل قال (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، مشددا على أن حجه فيه عصيان لولاة الأمر ويعتبر معصية لله عزوجل. مضيفا أن حجته صحيحة وأنه سيحصد حسنات هذه الحجة، ولكنه يظل في المحصلة آثما وعاصيا بسبب عصيان ولاة الأمر في أمر ينطلق من الحرص على أمن وسلامة الحجاج. من جانبه، بين المستشار في الديوان الملكي عبدالمحسن العبيكان أن التنظيم مبني على مصالح ودفع مفاسد، مشيرا إلى أن التنظيم في مصلحة الجميع، وأضاف «يجب على الناس أن يطيعوا ولي أمرهم وأن يعملوا بهذه التنظيمات»، واعتبر التحايل على النظام أنانية ومخالفة للأنظمة كما أنه يحدث مضايقات للحجيج، داعيا الحجيج بضرورة طاعة ولي الأمر، مؤكدا على أن من حج متسللا فحجه صحيح لكنه آثم، داعيا الناس الالتزام بتعليمات ولي الأمر لأنه هو الأدرى بالمصلحة العامة.