ألقى عدد من شباب الطائف اللوم على التقنيات الحديثة كالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بجميع أشكالها، حيث أثرت سلبا على العلاقات الأسرية والاجتماعية، وتسببت في تفكك العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة، فانشغل كل منهم بهاتفه النقال، ففقدوا الشعور بالانتماء إلى الأسرة لدرجة أدت إلى فتور المشاعر الإنسانية بين الإخوة والأبناء. يقول الشاب نواف العتيبي: أثرت تقنية الإنترنت تأثيرا بالغا على علاقة الأشخاص ببعضهم، كما قللت من الزيارات العائلية التي كانت معتادة بين الأقارب في نهاية كل أسبوع أو شهر، كما كانت بعض العائلات والأقارب يحددون يوما معينا يجتمعون فيه لتبادل الآراء والتحايا بالإضافة إلى الحفاظ على صلة الرحم، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت سلبيا على هذه العادات حيث تلاشت تدريجيا بسبب الانشغال الزائد بالأمور الحياتية ما جعل التواصل عن طريق الرسائل والواتس أب تحل مكان الزيارات العائلية، مضيفا: يعتقد الكثيرون أن هذه الوسائل تفي بالغرض ما ينفي الحاجة للزيارات التي يعدونها مضيعة للوقت. ويضيف عبدالله الفيحان ان وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها الواتس اب هددت جميعها بل قضت على بعض العادات المتعلقة بزيارة الاقارب، كما أنها لم تعد وسائل اتصال فحسب، فهي مكتبات متنقلة تضم جميع أفراد العائلة، يهدف بعض مستخدميها الى تكوين قروبات عائلية أو لأصدقاء، حيث ينشئ أغلب العائلات قروبات يتواصلون عن طريقها حتى لو كان بعضهم قي أقصى أنحاء العالم دون تحمل عناء الزيارة أو الذهاب الى صديق للتواصل معه. يشاطره الرأي عبدالله الذيابي لافتا إلى أن الزيارات أصبحت نادرة، لدرجة أن البعض لا يتزاور سوى في المناسبات والزيجات والعطل الرسمية. أما عبدالرحمن الروقي فيؤكد أن التواصل الاسري ضرورة من ضروريات الحياة التي أوصانا بها الدين الحنيف، كما أنها أحد مبادئ الإسلام، فعلينا كشباب واع أن نجيد استخدام هذه التقنية بما يعود علينا بالنفع والفائدة وان نستخدمها الاستخدام الصحيح وعدم الايذاء او نشر ما يضر بغيرنا، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشباب أساليب الإضرار بزملائهم ونشر بعض الأخبار والشائعات المغلوطة التي تلحق بهم أضرار لا تحمد عقباها. ويرى عبدالوالي الطيار أن وسائل التواصل الاجتماعي لها ايجابياتها وسلبياتها فكل حسب استخدامه وما يزاول منها بشكل صحيح او خاطئ فتجد معظم أولياء الأمور قد سلم اولاده جهازا ذكيا فيه جميع وسائل الاتصال المتاحة دون مراقبة للابن أو البنت، خاصة أن العالم أصبح في جهاز هاتف ذكي يستطيع كل طفل ان يجوب ارجاء العالم بتحريك سبابته وأصابعه في الهاتف الذكي، مهيبا بأولياء الأمور عدم ترك الأجهزة الذكية مع الأطفال لفترات طويلة دون رقابة بهدف اللعب والمرح، حيث صارت هذه الأجهزة تهدد أفراد الأسرة الواحدة الذين يعيشون في منزل واحد، إذ تجدهم لا يتجمعون سوى على الوجبات الغذائية الرسمية، بعدما أصابتهم هذه التقنية بالعزلة، وقضت على علاقاتهم الخارجية، فلا أصدقاء ولا زيارات سوى عن طريق الدردشة في القروبات الخاصة، التي باتت تشكل خطرا كبيرا يكاد يقضي على الحياة الاجتماعية.