في ظل التطور التكنولوجي الذي تشهده الأجهزة الذكية وبرامج المحادثات المنوعة، هناك إدمان لبرامج المحادثات ومن ضمنها (الواتساب) من قبل الصغار والكبار، حتى أصبح أفراد الأسرة كل يعيش في عالمه مع هاتفه الجوال. «عكاظ» التقت عددا من هؤلاء، فقال الطالب خالد عز الدين (المرحلة المتوسطة) «قمت بتحميل برنامج المحادثات (الواتساب) على جوال والدتي رغم رفضها مثل هذه البرامج لا سيما أنها لا تحسن استخدامها، وبعد أن شاهدت عددا من النساء اللاتي لديهن مثل هذه البرامج على هاتفهن، تعلمت شيئا فشيئا حتى اتقنته وقامت بمراسلة صديقاتها، لدرجة أن الجوال لا يفارق يديها فهي طوال الوقت مشغولة بالمحادثات على الواتساب، حتى وصلت لمرحلة أنها تراسلنا ونحن بنفس المنزل في حال أرادت منا شيئا، فحاولت أن أقنعها بأن البرنامج أخذها منا ولكن دون فائدة، فندمت أنني قمت بتحميله على جوالها. أما حنان الحربي فقالت: «رغم أن التكنولوجيا لها إيجابيات وسلبيات، إلا أننا فقدنا اجتماعنا كعائلة واحدة في المنزل فكل منا له عالمه الخاص مع هاتفه، ومع الأسف أصبح التطور المعلوماتي ضارا علينا لأننا أسأنا استخدامه، لدرجة أن الأمر وصل لكثير من الأشخاص الذين فقدوا صلة التواصل بالزيارات المنزلية حتى عن طريق المحادثات الهاتفية، ليصل بنا الحال أن تكون عزائمنا وتهنئتنا ومواساتنا عن طريق الرسائل عبر الواتساب». من جانبها، أكدت سعاد أنها أهملت منزلها وأبناءها بسبب (الواتساب) الذي تجلس عليه بالساعات مع المتصلات الموجودة لديها، مع العلم أن لديها ما يقارب العشرة قروبات. أما أماني (معلمة ثانوي) فقالت: «لدي سبع مجموعات (قروبات) على الواتساب من المعلمات المقربات والأهل والأصدقاء، وأحاول مجاملة كل مجموعة لمشاركتهم الأحاديث والتعليقات والردود، وكل هذه الأشياء تأخذ مني أوقاتا طويلة في اليوم، لذلك قررت أن أغلق جوالي في معظم الأوقات كي أستطيع الجلوس مع عائلتي. في المقابل، حذرت الأخصائية الاجتماعية بالمدينةالمنورة منى محمد سليمان الأسر من الانغماس الكلي في هذا الموضوع، مضيفة أن التعامل مع وسائل التقنية الحديثة لا بد أن يتم بالطريقة الإيجابية، حتى لا يخلف آثارا اجتماعية قد تؤدي إلى التفكك الأسري وإلهاء الشباب والشابات وباقي أفراد الأسرة عن واجباتهم الحياتية والاجتماعية، مشددة على أن الأسرة يجب أن تتنبه لهذه المشكلة وأن يتم تداركها في الوقت الحالي حتى لا تصبح عادة يتوارثها الأجيال.